للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مصير الشباب والشابات في كوسوفا]

أيها المسلمون! شردت الكنيسة الأرثوذكسية، قرابة المليون نفس، جُلهم من الأطفال والشيوخ والنساء، أما الشباب فكانت المقابر جماعية تنتظرهم على موعد الدفن وهم أحياء، وآخرون في السجون والمعتقلات، ولعل المتأمل والمشاهد لهذه الصور التي تعرضها وسائل الإعلام لقوافل المهاجرين والمشردين لا يظهر فيها إلا الشيوخ والعجائز والأطفال والنساء، الحال في كوسوفا مشهدٌ يُترجم مفردات الألم والحسرة والذل والمعاناة التي يمر بها المسلمون هناك، والحال في كوسوفا مشهدٌ يترجم مفردات الحقد والبغض والعداوة الدينية التي بلغت حد القتل والاغتصاب والتشريد.

أسألكم أيها المسلمون! هل تأملتم الصور التي تعرضها الشاشات للمهاجرين؟ ألا ترون فيها أمراً عجباً! لا يظهر فيها صنفان من البشر إلا قليلاً ممن نجح في الهرب والفرار بنفسه، الشباب والشابات هؤلاء نفقدهم في مشاهد الهجرة وصور اللاجئين، والجواب تعرفونه، بل أخبرنا به من هم الآن يعيشون على فوهة الصراع هناك، الشابات الجميلات على وجه الخصوص، ينتزعن من القافلة عند أول الرحيل ليكن مرتعاً لتفنن جنود الصرب في ألوان اغتصابهن، في ثكنات جنود الصرب وملاهيهم.

وأما الشباب فالغالب منهم كما قلت: على موعدٍ مع مقابر جماعية حيث الجرافات الكبيرة تنتظرهم، مستعدةً لأن يهال التراب عازل الصوت والصراخ والأنين وعازل الهواء والأكسجين، واسأل من اكتشف مواقع دفنهم جماعياً؟! واسأل من سيكتشف مواقع دفنهم جماعياً؟!