للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خروج الجهنميين من النار]

أيها الأحبة! نحن العصاة، نحن المفرطون، نحن المقصرون، متى ندخل الجنة؟ متى نرد إلى أبوابها؟ إن من معتقد أهل السنة والجماعة أن من كان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، ولم يأت بما ينقض التوحيد أو يوجب الشرك والكفر، فإنه لو دخل النار لا يخلد فيها بل يخرج منها ويدخل الجنة ولكن الله أعلم كم يمكث في هذه النار؟ روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناسٌ أصابتهم النار بذنوبهم أو قال: بخطاياهم فأماتتهم إماتة حتى إذا كانوا فحماً -حتى إذا كانوا بسبب لهيب النار وحرها ونارها وسمومها وعذابها- حتى إذا كانوا فحماً أذن بالشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أنهار الجنة ثم قيل: يا أهل الجنة! أفيضوا عليهم فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل) رواه مسلم، ولـ مسلم من حديث جابر بن عبد الله يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن قوماً يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارات وجوههم حتى يدخلون الجنة) رواه الإمام مسلم وهؤلاء الذين يخرجون من النار ويدخلون الجنة يسميهم أهل الجنة بالجهنميين، كما في صحيح البخاري عن عمران بن حصين رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يخرج قومٌ من النار بشفاعة محمدٍ صلى الله عليه وسلم فيدخلون الجنة يسمون الجهنميون) وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة الطويل في وصف الآخرة: (حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد، وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئاً ممن أراد الله أن يرحمه ممن يقول: لا إله إلا الله) والشرط تذكروا (من لا يشرك بالله شيئاً) قال: (فيعرفونهم في النار بأثر السجود، تأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود، حرم الله على النار أن تأكله، فيخرجون من النار وقد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة؛ فينبتون منه كما تنبت الحبة في حميل السيل).