[من صور تخبط الشباب: السهر مع المردان والشكشكة]
من المآسي أيها الشباب! مأساة السهر أيضاً وسدد كثير من الشباب أمورهم إلى السهر في الاستراحة الفلانية والمخيم الفلاني في المكان الفلاني، وأعجب ما سمعت الشكشكة وما كنت أتوقع هذا الشيء حتى سألت أحد الشباب وقلت: ما هي الشكشكة؟ قال: والله غريب يا شيخ تسأل عن هذه الأشياء؟ قلت: والله أنا سألت بعض الشباب وقلت لهم ما هي الأشياء التي انتشرت بين الشباب المراهقين خاصة؟ لأني عندما أتكلم لا أتكلم عن قضايا في واد والواقع الذي يعيشه بعض الشباب في وادٍ ثانٍ، ولا بد أن أتكلم عن الأشياء الواقعية، قال: يا شيخ الشكشكة: استراحة ومخيم يأتون فيه هؤلاء (الخكاريا وعيال ومردان وخرابيط ورقص وتفيخه) إلى الفجر أو إلى آخر الليل، ثم يخرجون والعياذ بالله، إما أن تفتح عليهم باب اللواط وباب الشذوذ ويسرون مثل البهائم، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ونسأل الله أن يعافينا من ذلك، من الذي يطيق أن يجلس في مجمع آثم، ومجتمع وسخ، مجتمع ساقط، مجتمع رذيل، مجتمع اللواط، ومجتمع (الخكارى) ومجتمع المخنثين؟!
فما عجبي أن النساء ترجلت ولكن تأنيث الرجال عجاب
مسألة خطيرة جداً، والواجب أن ننتبه لإنقاذ هؤلاء الشباب، الشاب الفارغ الذي ليس في ذهنه شيء.
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلباً خالياً فتمكنا
فالشاب الذي ليس عنده حصانة وتحذير من هذه الأشياء يقع فيها ولا حول ولا قوة إلا بالله، والقضية كما قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} [النور:٢١] ليس فجأة طلع من المعهد وذهب في شكشكة، لا، القضية: جلسة، لقاء، سجارة، سهر، يمين يسار، تعال اسهر معنا، صيدة قيدة، شكشكة وقلة حياء، وهكذا يضيع العمر حتى إذا قال الزملاء: فلان مات تعالوا صلوا عليه.
وفي ذات مرة شاب من المراهقين حصل له حادث ومات، وأنا أعرف أباه وأسرته، فجئت إلى المقبرة، وجاء زملاؤه ووقفوا عند القبر!! إلى متى التأنث؟ إلى متى؟ فكان الواحد يخاف أن يلمس التراب ثوبه، شمر عن يديك وتعال خذ اللبن والتراب والماء واعجن كي تضع اللبن على صديقك وتدفنه وتودعه لحده، وتعرف أنك كما دفنته ستدفن، كما أهلت عليه التراب سيهال عليك التراب، لماذا لا تحيا القلوب؟ لماذا لا تستيقظ وإلى متى والشاب في غفلة؟ السيارة ملاهي وأغاني وغفلات وإم بي سي، إف إم، ليل نهار، وفي البيت ملاهي وأغاني ودشوش وقلة حياء ووساخة، الليل سهر، الشوارع تسكع، الصلاة لا يعرفها مع الجماعة، متى يريد أن يكون له حظ في الإسلام وهو هكذا: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) {لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً} [مريم:٨٧].
وقيل في العهد: هو الصلاة (بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة) فإذا جمع الشباب ترك الصلاة وتسكع، وهمم دنيئة ومعاكسات وشكشكة، وقلة أدب وأمور سخيفة أسألكم بالله متى ينفع هؤلاء بلادهم وأسرهم، مثل هذا أسألك بالله أنت يا أخي السامع! يا أخي الشاب! لو عندك أخت هل تزوجها هذا الخكري، يقول: لي اخسأ، صحيح اخسأ ليس بكفء لها، وهذا متى يتزوج ومتى ينجب، وإذا كان مسئولاً عن أمه وأخواته فمتى ينفعهن وكيف يدير شئون حياتهن، هل يصلح أن يكون رب أسرة أو مسئولاً عن مسئولية، للأسف لا.
ولا حول ولا قوة إلا بالله، وزد على ذلك هذه البرنيطة.
أصبحت البرنيطة هي الشعار السائد، وأنا لا أقول لبس البرنيطة حرام، البس الذي تريد لكن لا تقلد الغربيين ولا تكن مهزوماً، ما لبستها إلا يوم أن لبسها الغربيون، في الأفلام وفي (إم بي سي) وفي الشاشات والقنوات، وفي أمس القريب أنا في مطار جدة، وشاب معه اسكيتنج المتزلج هذا، ولابس برنيطة حمراء، ووالله إني أقسم بالله، أني لم أعرف هو بريطاني أو سعودي، ويوم كنا جالسين منتظرين موعد الإقلاع جلسنا نأكل أنا وزميلي في المطعم، فمر بجانبنا وهو يتكلم بالعربية، قلت: يا دافع البلاء هذا الشكل!! سلسة في اليد، والقبة وفنليته لا أدري ما شكلها كأنها نمر مرقعة، واستكيتنج يتزلج عليها.
واقع الشباب اليوم يعصر قلوبنا، لا يعرفون ماذا يراد بهم، وأعداء الإسلام لا يمكن أن ينجحوا في تدمير أمة، وإفساد أمة وإهلاك أمة إلا إذا دمروا الشباب، إذا دمر الشباب من يدافع عن البلاد؟ من يقف في مواجهه الأعداء؟ شاب ضائع صايع مسكين لا يستطيع أن يواجه، لكن لنا أمل أن من بين هؤلاء الشباب، ليس هؤلاء كلهم شبابنا ولله الحمد، يوجد في شبابنا أبناء الكليات العسكرية والحربية والجوية والبرية وكليات وشباب صالح من مختلف البلاد، لكن أيضاً من شدة غيرتنا لا نريد أن يبقى في مجتمعنا حجم بهذا الكم الموجود الآن من الشباب الضائع أو المتساهل في حياته وشبابه، لا يمكن أن تضيع الحياة بهذه الطريقة.
أيها الأحبة! أقول لكم: واجبنا أن ننتبه وأن نعود ولا طريقة إلى تسديد الهدف إلا بالعودة الصادقة إلى الله عز وجل، لو كان هذا الشباب متديناً مستقيماً صالحاً، لا يقبل على نفسه أن يعاكس أو يكشكش أو يلبس قبعة، أو يتزلج اسكيتنج كما قلت لكم، بعض الأشياء لا أسوقها على وجه الحرمة ولكن أقول إنما وقع الشباب فيها على طريق التقليد، لكن ذلك عيب أمام الناس أن تلوك العلك وبيدك سلسلة، وهذه الأمور للأسف من الأشياء التي لا تليق أبداً.
إن هذه القضايا -أيها الأحبة- قد أوقعت كثيراً من الشباب في هذا الانحراف التي ذكرت لكم، ولم يقف عند حد معين، وكما قلنا في محاضرة (حاول وأنت الحكم) السابقة، كيف يبدأ الشاب بالانحراف أول شيء يتعرف على واحد.
ثانياً: جلسات ولقاءات.
ثالثاً: سجائر، وبعد السجائر سهرة، وفي السهرة حبوب سكنال تدوين، حبة بيضاء، هروين كبتاجول، مخدرات، إبرة، ولا يزال الفساد يجر بعضه بعضاً، ولو أنه في البداية عصم نفسه عن مجالس السوء وجاهد نفسه على طاعة الله، ومن أراد أقرب طريق للاستقامة والهداية أمرين: الأول: اختيار الجليس الصالح.
الثاني: الحفاظ على الصلاة مع الجماعة.
ركز على هاتين القضيتين أكبر تركيز، الصلاة مع الجماعة، من أدرك تكبيرة الإحرام خلف الإمام أربعين يوماً كتبت له براءتان، براءة من النفاق وبراءة من النار، وهذا فضل عظيم؛ لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وجليس صالح يعينك على إبعاد ما عندك من ملاهي ومعاصي، والهداية قريبة بإذن الله عز وجل.