للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حياة الذكر وحضور القلب]

الحياة الحقيقية أن تجد لقلبك حضوراً بين يدي الله، أن تجد لنومك طمأنينة وأنت تقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت روحي فارحمها، وإذا أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين.

الحياة حينما تستيقظ من الموت الأصغر أو من الموتة الصغرى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً} [الزمر:٤٢] حينما تستيقظ من هذه الموتة الصغرى في الحياة، أن تقول: الحمد لله الذي رد علي روحي، أو الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور.

الحياة أن ترى إشراقه الصباح فتقول: أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير هذا اليوم وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده، رب أعوذ بك من عذاب النار وعذاب في القبر، الحياة أن تدخل البيت فتقول: باسم الله اللهم أسألك خير المولج وخير المخرج، الحياة حينما تخرج أن تقول: بسم الله توكلت على الله، باسم الله خرجنا وعلى الله توكلنا، اللهم إني أعوذ بك أن أزل أو أُزل، أو أضل أو أُضل، أو أظلم أو أُظلم، أو أجهل أو يجهل علي، الحياة أن تلقى المسلمين فما ترى أحداً من المسلمين إلا ابتسمت في وجهه لماذا؟ لأنها تدنيك إلى درجات الحياة الحقيقية، وتبسمك في وجه أخيك صدقة، الحياة أن تجد قلبك حاضراً بين يدي الله وفي تلاوة كلام الله، الحياة أن تجد من نفسك استعداداً للقاء الله جل وعلا، هذه الحياة، أما حياة الذين ضاعت -كما قلت- لياليهم في السهر والعبث والضياع والغيبة والنميمة فليست هذه والله بحياة، ليست هذه والله بحياة، والحياة الحقيقية كما قال عنها أحد علماء السلف: [إننا لفي نعمة ونعيم لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف].