للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أمنية لربيعة بن كعب]

انظروا إلى أمنية أخرى من أمنيات شباب الإسلام: فتىً يقال له ربيعة بن كعب، كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، فأحبه النبي وأعجب به، فقال له النبي: (يا ربيعة! اسألني حاجتك) أي: ماذا تطلب؟ الآن لو سألت أحدهم: ما حاجتك؟ تجد آماله معلقة بالسيارات وغير ذلك، فالنبي يقول لهذا الشاب: (يا ربيعة! اسألني حاجتك) فأطرق ربيعة ملياً، هل يطلب ناقة أو يطلب جملاً أو يطلب شيئاً من الماعز.

قال: (يا رسول الله! وتعطيني ما أسأل؟ قال: أعطيك يا ربيعة.

قال: حاجتي أريد مرافقتك في الجنة يا رسول الله) انظروا إلى الأماني: شاب صغير يفكر في الجنة، وليس في أي منزلة، يريد الجنة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أريد مرافقتك في الجنة.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أوغير هذا يا ربيعة؟) قال: (هو ذاك يا رسول الله، لا أريد إلا مرافقتك في الجنة.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذاً أعني على نفسك بكثرة السجود) لأن منزلة النبي في الجنة عالية، فتحتاج إلى كثرة السجود؛ لأنك ما سجدت لله سجدة إلا رفعك الله بها منزلة، ومنازل الأنبياء تحتاج إلى هذه العبادة وإلى مثلها مما يتقبله الله جل وعلا.

الحاصل -أيها الشباب- نريد أن نتذكر أسلافنا وأن نرتبط بهم.

تجد بعض الشباب في سيارته صورة أربعة مطربين، وبعض الشباب تجد في حجرته صورة أربعة نجوم من نجوم الكرة أو من نجوم السينما، هاتوا لنا فريقاً يرد فلسطين؟ فلسطين كم لها من سنة؟ ستين عاماً وفلسطين تحت أيدي اليهود، الاتحاد الدولي لكرة القدم هل يستطيع أن يرجع فلسطين؟ أجمعية الفنانين يرجعون فلسطين؟ أجمعية نجوم السينما يرجعون فلسطين؟ أبطال الأوبرا، رجال الأوسكار، كرنفال جنيف كل هؤلاء لا يرجعون من أرض المسلمين شبراً واحداً.

من هو الذي يرجع فلسطين؟

شباب لم تحطمه الليالي ولم يسلم إلى الخصم العرينا

وإن جن المساء فلا تراهم من الإشفاق إلا ساجدينا

هؤلاء الشباب هم العملة النادرة التي تبحث عنها الأمة.