للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مكانة المملكة في نفوس المسلمين]

ومن دروس هذه المحنة: حساسية مكانة المملكة في نفوس العالم الإسلامي انزعجت كثيرٌ من الشعوب لما جاءت القوات الأجنبية، وهذا الانزعاج مختلف المذاهب متعدد الأهداف، ولكن بعضاً منهم انزعج لأن للمملكة في نفسه منزلة وخاصية معينة.

يقبلون -مثلاً- أن تحصل المنكرات، أن يقع الانحراف، أو تحصل المصائب في أي دولة أخرى؛ لكن في المملكة العقول لا تقبل هذا، وهذه نعمة عظيمة أن لهذه البلاد قداسة في نفوس المسلمين ولله الحمد والمنة، ولا نقول هذا نفاقاً، معاذ الله! ولكن التوحيد فضله عظيم التوحيد -يا عباد الله! - ألا تجد قبراً يعبد! ألا تجد ضريحاً يذبح له! ألا تجد مزاراً يتقرب به! ألا تجد ولياً يقبل الناس ظهر يده علناً ويقولون: مدد، أو ادفع لنا الكربات واجلب لنا الحاجات! التوحيد شأنه عظيم، ولأجل هذا التوحيد أودع الله هذه المكانة للمملكة في نفوس المسلمين في مختلف دول العالم بفضل الله جل وعلا، فالناس قد يقبلون الانحراف في كثيرٍ من الدول ويستسيغونه ويتصورونه أما في المملكة فلا، ولأجل ذلك فإن بعض الذين انزعجوا من وجود القوات الأجنبية كان انزعاجهم انزعاج الشفقة والخوف والمحبة لحساسية مكانة المملكة في نفوسهم أجمعين، ثم إن الأحداث صنعت الرجال، وأخرجت المتوكلين من غيرهم.