للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحق جلي لمن أراده وطلبه]

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد أوله وآخره، وظاهره وباطنه، وسره وعلانيته، اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت، ولا مضل لمن هديت ولا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت، ولا مباعد لما قربت ولا مقرب لما باعدت، اللهم عائذون بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا.

نسألك اللهم ربنا الأمن يوم الخوف، والنعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول يوم القيامة، اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، واحشرنا في زمرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم غير خزايا ولا مفتونين، بمنك ورحمتك يا رب العالمين! أيها الأحبة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وأشكر الله جل وعلا ثم أشكركم على حسن إنصاتكم وحضوركم واجتماعكم، وأشكر مركز الدعوة الذي يسر هذا الشرف بالمثول بين يديكم والتحدث إليكم، أسأل الله جل وعلا أن يذكر بعضنا بعضاً هذا المقام في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

أيها الأحبة في الله: موضوع المحاضرة في هذه الليلة بعنوان: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} [الزخرف:٢٢].

أيها الأحبة: الحق أبلج وواضح وجلي.

والحق أبلج لو يبغون رأيته هيهات يبصر من في ناظريه عمى

والله إن الحق لجلي لمن أراده وطلبه، إلا من كان في قلبه ظلم، أو كبر وعلو، أو هوى كما قال عز وجل: {وَجَحَدُوا بِهَا} [النمل:١٤] بألسنتهم، بألفاظهم، بأقوالهم، بأفواههم: {وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ} [النمل:١٤] في قرارة قلوبهم يعلمون أن الحق هو ما جاء من عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ} [النمل:١٤] فلماذا يجحدون؟ {ظُلْماً وَعُلُوّاً} [النمل:١٤].