للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم التعصب للأندية]

السؤال

هناك بعض الإخوة هداهم الله متعصبون لبعض الأندية لدرجة أنهم يطلقون مثلاً على نادي الهلال: الاتحاد السوفيتي، فما رأيكم جزاكم الله خيراً؟

الجواب

أنا أعرف حقيقة لماذا كتب هذا السؤال، لأننا في نادي النصر والكلام يتعلق بنادي الهلال، لكن وليكن ما يكن، الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها.

يا إخواني! ليس هناك شيء يمنع الإنسان من أن يمارس الرياضة، الرياضة في الإسلام كما تعلمون وسيلة لا غاية، ما هناك شيء يمنع، لكن أن تصل ممارسة الرياضة إلى حد التعصب للأندية تعصباً يوقع الشحناء والعداوات والبغضاء والفراق إلى آخره، فهذا لا ينبغي ولا يليق بأي حال من الأحوال، وما يضيمك إن كنت من محبي نادي النصر مثلاً لأن اللاعبين يعجبك لعبهم، أو من محبي نادي الشباب أو الهلال أو أي نادٍ من الأندية، هذه رياضة معينة، والناس بين نوعين: بين من يمارس هذه الرياضة، وبين من يشجعها ولا يمارسها، ولا نطلق عبارات التحليل والتحريم على الفريقين، لكن نقول: الأمر مشروع بحدوده، أما أن يرمي الإنسان غيره من مشجعي الأندية أو من أصحاب الأندية بمثل هذه العبارات، فهذا لا ينبغي ولا يليق بأي حال من الأحوال، وأنا أظن أنه من وصل به التشجيع إلى هذه الدرجة التي أصبح بموجبها يسب ويشتم ويفرق ويغير فقد احتقر نفسه احتقاراً ينبغي أن يبعده عن نفسه؛ لأن المسلم لا يصل إلى درجة الاحتقار (بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم) (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره) إلى آخر ما جاء في الحديث.

فكل عبارة فيها بغضاء أو شحناء أو عداوات، فينبغي أن تزول، نحن نريد أن تعود الجماهير الرياضية من جديد عوداً على بدأ والعود أحمد، فقد مرت حقبة من الزمن عرف الناس عن الرياضة والرياضيين الكلام السيئ والسمعة الرديئة، نريد أن نبعث هذا الأمر من جوانب جديدة، نريد أن يعرف الناس أن الأندية فيها مدارس تحفيظ القرآن وهي محاضن للدعوة والدعاة وهي أماكن لتربية العقول والأبدان والأجسام، وفيها فرص مناسبة لممارسة الرياضة بأنواعها، وحينما ننظر إلى هذه الأندية بهذه النظرة الشمولية ونعرف الهدف من هذه الأندية الرياضية، عند ذلك لن نجد هذه العبارات ولن نجد الجنون في التشجيع، الذي نراه من بعض الشباب، يفوز نادٍ على نادٍ فيخرجون في الأسواق بالأعلام وبالطبول والكلام الذي لا يليق، وبإزعاج الآخرين بالليل، أذكر أن المنتخب في المملكة منذ مدة فاز، والحاصل أن خرج الناس بأعلام المملكة يتجولون في الشوارع، هذا علم دولة رسمي تهينه وتعلقه على رفرف دراجة.

وفي الحقيقة حينما تحصل مظاهرات في جامعة أمريكية بين الليبيين والإيرانيين أو بين العراقيين والإيرانيين، يقوم الإيرانيون بإمساك العلم الإيراني فيمزقونه ويعلقونه على صدامات المواتر وفي المقابل كذلك، فالذي يفعل هذه القضية يمارس إهانات رسمية ممنوعة نظاماً، قبل هذا كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله كلمة التوحيد والوحدانية والرسالة، فيسقط العلم، فتظؤها السيارات في الشوارع والناس هذا جنون، ونوع من احتقار الذات حيث لا يشعر الإنسان بقيمة نفسه ولا بقيمة دينه، ولا بقيمة هذه الراية التي يحملها، ولا بالكلام الذي في طياتها وجنباتها.

إذاً فالمسألة ليست مسألة جنون، فنريد أن تعود الجماهير ٍمن جديد بكل عقل وروية وبكل قناعة، شاب يسأل، يقول: حرام عليّ أن أرى المباراة في التلفزيون؟ الحقيقة المسألة ليست مسألة حلال أو حرام، قد نقول: ليس هناك ما يمنع، لكن لا تكون الرياضة هي شغلك الشاغل أربعاً وعشرين ساعة؛ ترى السعودية والكاميرون في الفيديو، السعودية والإمارات في الفيديو، وتجده يشغل أفلام فيديو للمنتخب ومباريات على الشاشة، هذا وقته ضائع، فابتذاله للوقت سبب لاحتقار الذات، فنحن نريد ممن كان رياضياً أن يحترم الرياضة، وأن يحترم نفسه أمام الرياضة، فلا تطغى عليه ولا يطغي نفسه فيها.