للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تصوير رائع لحقيقة الزنا]

اسمع كلاماً جميلاً لواحد من دعاة الإسلام يقول فيه: إن أولئك الذين يسافرون إلى بلاد الغرب أو الخارج لأجل الزنا ينظرون امرأة متبرجة قد أخذ بألبابهم وأبصارهم أصباغُ وجهها، وتبرجُ أطرافها، وجمالُ لباسها، إن المرأة في ذلك المجتمع ما هي إلا كالحمَّام، كالمرحاض، كدورة المياه المنصوبة على قارعة الطريق، فيأتي شاب يدخل ذلك المرحاض وذلك الحمَّام الذي يعجَب ببلاطه ورخامه وأدواته الصحية ولكن ما حقيقة ما يوضع في الحمَّام؟ هو فضلات البشر.

فذلك مثل المرأة المتبرجة التي يقصدها أهل الزنا والدعارة، يرون شكلاً جميلاً كجمال شكل الحمَّام وظاهره؛ ولكن حقيقة تلك الفتاة التي تعرض نفسها للبغاء أو توافق على هذه الفاحشة كحقيقة ما يوضع في الحمَّامات، فمن ذا الذي يرضى أن يكون الغائط حضناً له، والبول فراشاً له، والنَّفَس عطراً يشمه؟! ولو أن كل شاب سافر إلى بلاد الغرب وفي نفسه أن يفعل ما يفعل، فرأى فتاة مهما أعجبه جمالها أو عُرِي أطرافها أو رائحة عطرها فتذكر أن جمالها الخارجي كجمال دورات المياه الخارجية من بلاط أو سيراميك أو قطع صحية لتذكر أن تحت الثياب البول والغائط، والنجاسة والنَّتَن، والقذر والوسخ، فمن ذا الذي يفتش حتى يصل إلى النجاسة وإلى النَّتَن وإلى القذارة فيجعلها حضناً له؟! هذا تصوير رائع لحقيقة الزنا، وتقريب جميل لهذه الفاحشة التي قد استسهلها كثير من الشباب ووقعوا فيها.

وبعضهم لا يبالي ولا يخشى ولا يخاف، وأشد منهم من ينتهي من تلك ليبحث عن غيرها، فلو أن مَن وقع أناب وتاب ورجع وثاب إلى رشده لكان حرياً أن يغفر الله له والله يغفر لمن يشاء.

أما أولئك الذين يصرون على هذه الفواحش فإنا نخشى عليهم أن يموتوا على خاتمة السوء، وعند ابن القيم كلام جميل يقول فيه: إن الإصرار على المعصية بريد الموت على الكفر.

ليس بريداً إلى سوء الخاتمة، بل هو بريد الموت على الكفر.

شاب ذهب برفقة بعض الشباب إلى بلد ليست بعيدة قال: فلما حللنا مشارف تلك المدينة والعاصمة التي يحجها ويقصدها كثير من الشباب، وقف لنا رجل من أهلها عليه سيما الوقار والصلاح فقال: يا عباد الله، أيها الشباب! ما الذي جاء بكم إلى هذه البلاد، وأنتم قد تركتم مكة خلف أظهركم، والمدينة ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف أظهركم؟! هل في بلادنا كعبة يُحَجُّ إليها، أو مسجد يُشَدُّ الرحل إليه، أو حلق علم كما هي في بلادكم؟! أنصحكم وهذه بلادي وأنا أدرى بها: عودوا إلى بلادكم خيراً لكم، عودوا إلى بلادكم خيراً لكم، عودوا إلى بلادكم خيراً لكم.