للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دار البقاء هي دار الجنة]

أيها الأحبة! والله إن الواحد منا لو كان مدرساً فقيل: إن مدير المدرسة غاضبٌ عليك غير راضٍ عنك، ولو قيل: إن أمير المنطقة غاضبٌ عليك غير راضٍ عنك، ولو كان في بلدٍ وقيل: إن رئيسها أو زعيمها أو حاكمها غاضبٌ عليك وليس براضٍ عنك؛ لأشغلك ذلك الغضب وتمنيت رضاه، فما بالك لو حصل لك رضا رب العالمين، رضا ملك الملوك، رضا الرب الذي بيده نواصي العباد، رضا الرب الذي يخلق ويرزق ويحيي ويميت ويقبض ويبسط، رضا الرب الذي إذا رضي عنك فلا تسأل عن رضا أي مخلوقٍ بعده، وإن سخط عليك فلن ينفعك رضا الناس أبدا، هذا الرضا تعده في دنياك حصناً وعوناً، ولآخرتك عزاً وأمناً.

لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها

فإن بناها بخيرٍ طاب مسكنه وإن بناها بشرٍ خاب بانيها

اعمل لدار غداً رضوان خازنها الجار أحمد والرحمن بانيها

أرضٌ لها ذهبٌ والمسك طينتها والزعفران حشيشٌ نابتٌ فيها

هذه الدار هي: الجنة

نعمت جزاء المتقين الجنة دار الأماني والمنى والمنة

هذه الجنة:

يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وباردٌ شرابها

هذه الجنة، حي على طريقها، حي على سنة قائدها والهادي إليها:

فحي على جنات عدنٍ فإنها منازلك الأولى وفيها المخيم

ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود إلى أوطاننا ونسلم