للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الشباب مفخرة الأمة والبلاد]

إذاً: لا تلومونا إن تحدثنا عن الشباب وأعدنا الكلام عنه، لأن دولتنا ليست دولة عجزة، ولسنا بلاد عجزة، لو كان الواحد في بلجيكا في بروكسل فتلك الدولة دولة عجزة، أغلب أعمار الناس فيها ما بين الخمسين إلى السبعين والسكان الشباب قلة، ولذلك اضطرت تلك الدولة الأوروبية أن تجنس المغاربة والتونسيين والجزائريين، وتعطيهم الجنسيات؛ من أجل الإكثار من الشباب، أي أمة لا تفتخر أن عندها مليون عجوز، ولا تفتخر أن عندها ملايين من العجزة، إلا نحن نفتخر بالعجائز ونفتخر بالشيوخ الذين عندنا؛ لأنهم هم الركع السجود، لأنهم الصائمون القائمون، لأنهم أهل التوحيد والإيمان، لكن ما سوانا من الدول الغير مسلمة، لا يهمها ولا تحرص ولا تتمنى بل يؤذيها ويقض مضجعها أن يكون أغلب السكان فيها من العجائز والشيوخ؛ لأن العجائز والشيوخ، لا يدخلون في الحروب ولا يسعفون في الكوارث، ولا يستطيعون أن يحسنوا التصرف في أمور الأعاصير والهزات الأرضية.

فالأمم تحتاج إلى شباب.

أيها الإخوة: بقدر ما تكون الغالبية العظمى من أعمار الأمة من الشباب يقال: هذه دولة مقبلة، هذه دولة شابة، هذه بلاد فتية، فنحن وإياكم في بلاد فتية، وفي بلاد قادمة وفي بلاد ننتظر لها الصولة والجولة بإذن الله عز وجل، لكن يحكم هذا كله عناصر عديدة من أهمها: هؤلاء الشباب الذين نتحدث عنهم بأي وضع وبأي حياة يعيشون ويتقلبون؟ أقرأ عليكم هذه القصاصة من الرياض واس، تعرفون ما معنى واس؟ وكالة الأبناء السعودية، اتضح لوزارة الصحة لدى وضعها الخطط الصحية اللازمة؛ من أجل بناء مجتمع صحي وسليم، أن (٥٠%) من عدد السكان في المملكة العربية السعودية، تقل أعمارهم عن الخمسة عشر عاماً، أي: أنتم لستم داخلين في هذا العدد، وأن نسبة الإناث اللواتي هن في سن الإنجاب تبلغ (٢٠%) من عدد النساء، وعلمت وكالة الأنباء من معالي وزير الصحة، الدكتور أسامة عبد المجيد شبكشي، أن خطط الوزارة المرسومة التي تستهدف توفير الخدمات الصحية بشقيها الوقائي والعلاجي لجميع المواطنين، راعت هذه الحقائق، إضافة إلى اهتمام خطط الوزارة بالتوزيع السكاني بجميع مناطق المنطقة، بجميع محافظاتها ومدنها وقراها.

والذي يهمنا في هذا أننا علمنا أن عدد السكان في هذه البلاد نصفهم أقل من الخمسة عشر عاماً، والنصف الثاني وهي شريحة من المجتمع ليست قليلة وهم أنتم الذين ما فوق الخمسة عشر إلى العشرين إلى الخامسة والعشرين إلى الثلاثين وهذا هو محك البحث، وهذه هي قضية النقاش والتي نطرحها هذا اليوم.