للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أثر الإساءة لسمعة الإسلام]

أول شيء يسببونه أن يسيئوا سمعة دينهم، الذي ينتسبون إليه، والإسلام من أفعالهم هذه براء.

إذا سئل أحدهم: ما دينك؟ يقف بملء فيه ويقول: أنا مسلم، ولا غرو أن يقول ذلك، ولكن المصيبة ما يكون من أفعاله التي تناقض أقواله، يقول أفعالاً تناقض ما ينطق به، كثيراً ما يقول: أنا مسلم، وهو يقولها في نادٍ من نوادي القمار، أو في دور البغاء والحانات والخمور وغير ذلك، وإن كثيراً من الغربيين الذين أرادوا الدخول في الإسلام يوم أن دعوا إلى هذا الدين العظيم، قال كثير منهم: مادام هذا هو أحد المسلمين -الذي نراه في نادي القمار ونراه في دور البغاء ونراه في حانة الخمر- فما الفرق بيننا وبينه؟ وأي دين تدعوننا إليه؟ يظنون أن هذا الرجل بما ينتسب إليه لفظاً وشفهية لهذا الدين يظنون أنه يمثل دين الإسلام، والإسلام من فعله هذا براء.

إذاً فانظروا كيف جنى أولئك الذين يسافرون لدول الغرب ويقعون فيما يقعون فيه؛ كيف جنوا على كثير من الذين أرادوا الإسلام وصدوهم عن الدخول في الدين إذ لم يجدوا فرقاً بين ذلك، ولعلها من تدابير اليهود وخططهم وكيدهم لهذا الدين وأهله، يريدون أن يظهروا المسلمين بين اثنين: إما رجل صوفي متنسك لا يعرف شيئاً من أسباب الحياة، ولا يعرف شيئاً من وسائل التطور والتمدن فيها، لا يعرف إلا المسبحة والطوفان حول القبور، ولا يعرف إلا شيئاً من المدائح والقصائد وغير ذلك، يصورون الإسلام في هذا الجانب أو يأتون إلى الناس بجانب آخر ويقولون: انظروا إلى أولئك من دول الإسلام، من دول عربية، انظروهم في نادي القمار، انظروهم في حانة البغاء، انظروهم في أماكن الخمر، هؤلاء مسلمون فما الفرق بينكم وبينهم، ولم تتجشمون المصاعب في سبيل تغيير دينكم وما تلاقونه من الكراهية والبغضاء من مجتمعكم، وأنتم ترون صورة هؤلاء المسلمين؟ إذاً: فإنهم يسيئون إلى الإسلام أعظم الإساءة، والإسلام من أفعالهم هذه براء.