للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[كلمة عن الدشوش]

السؤال

هل من كلمة حول كثرة الدشوش في هذا الزمان، وخصوصاً الآباء حول هذا الموضوع؟

الجواب

يا أحبابي: لا أحد يستطيع أن يكون رقيباً على كل نفس، أو شرطياً على كل رأس، أو حسيباً على كل إنسان، لكن يبقى شيء واحد وهو: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} [القمر:٥٤ - ٥٥] {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً * حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً} [النبأ:٣١ - ٣٢] {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً} [مريم:٦٣].

التقوى: أن تراقب الله في السر كما تراقب الناس في العلانية، والإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، نربي أنفسنا على الإيمان والتقوى والمجاهدة، وإدراك أن مثل هذه الأمور لا تقدم ولا تؤخر، هذا خير لنا وأحسن تأويلاً، نربي النفوس على ذلك، وأيضاً نقدم النصيحة، سيما في الذين بلوا في هذه الأطباق واستقبلت الأصناف من القنوات، والآن ليست القضية أغنية أو راقصة، الآن أصبح البث المجاني بالأفلام الخليعة، إسرائيل الآن تبث على بلاد المسلمين وقت صلاة الجمعة بثاً خليعاً، لماذا؟ حتى يضل أبناء المسلمين، فمن الذي يرضى أن يكون هو وذريته لجهنم حطباً؟! من الذي يرضى أن يكون ضالاً مضلاً يحمل وزره وأوزار أبنائه؟! الشخص منا يتعب وينفق ويعطي ويعالج ويغذي ويكسو ويعلم، ويقدم كل شيء للأولاد، فإذا جاء أهم شيء وهو والدين والتربية والخلق والعفاف والحياء، قال: لا.

اتركهم يفعلون ما يشاءون، عجب لنا! نبني البيوت ثم نفتح الأبواب للخنازير والكلاب تدخلها، نتعب على تربية الأولاد ثم نفتح الدشوش على قلوبهم وعقولهم تفسدها؟!! هذا من التناقض وهذا من المؤامرة، هل رأيت رجلاً يدب في الليل دبيباً والسكين في يده ليطعن أطفاله، هذا أمر لا يتصور؟! لكن نقول لك: متصور وموجود، من هو؟ هذا الذي يضع الدش والشاشة أمام أولاده، يطعنهم كل يوم طعنة نجلاء في عقولهم وقلوبهم بهذا الدش الذي يضعه، لكن الناس لو تقص لهم قصة، تقول: بالأمس قبضت الشرطة على رجل طعن ولده وابنته، كل يتحدث بالقصة في المجالس، لكن آلاف الذين يطعنون أولادهم وبناتهم بإدخال القنوات الفضائية والأفلام الخليعة فيها، الأمر سيان ولا يعنيهم من الأمر قليل ولا كثير.