للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من صور تخبط الشباب التسكع في الشوارع]

من الشباب من سدد أهدافاً لكن ليست في العبادة، وليست في طلب العلم، وليست في صنعة نافعة، وليست في تجارة رابحة، وليست في تجربة مفيدة، وإنما سددوا أهدافاً في التسكع في الطرقات والشوارع، ونرجو من الله أن يمن عليهم ويهديهم، فبعض الشباب سدد أهدافاً ولكن في التسكع في الطرقات والشوارع يمنة ويسرة، ثم يأتي بعدها إلى البيت (ثم يخبطها نومة) ويكلم أمه يقول: لا أحد يدق عليّ الباب.

يا أخي! ألا تستحي على وجهك (هذه أمك يا ثور) تكلمها بهذا الأسلوب، قبل يديها ورأسها، بدلاً من أن تقول: لا تشغليني طق طق قم صل، وتلقاه قد رسم له جمجمة وعظمين هكذا، خطر ممنوع الاقتراب، كأنه قرصان سفينة من البحارة، ممنوع الاقتراب، ومتى يقوم؟ يقوم بعد صلاة المغرب، أو قبل صلاة العشاء، إن كان فيه خير صلى بعض الصلوات التي لم يصلهن ثم دخل الحمام وقعد ساعة، يفرك وجهه وأذانه ورقبته، إلى أن يخرج يسأل عن الثوب، ولابد أن يكون الثوب جاهزاً، ويصدر الأوامر على أمه كأنما هي خادمة في البيت، ثم يأتي بتلك الطاقية التي كأنها صاع، على وجه لا تراه، ثم يضع العقال على الطاقية، بضعهم يقلد بدون استقلال في الشخصية.

ثم يخرج هذا الشاب بعد أن يضبط كل شيء يركب السيارة، ويمر على فلان وعلان، ويقضي يومه في دوران في كل شارع، حتى إذا انتهى من شارع الثلاثين، توجه إلى شارع العُلية، وإذا انتهى منه سارع إلى شارع الستين، ثم شارع جرير، وبعضهم زيادة على ذلك يجهز معه كم ورقة لاصقة، ويمر في الشارع، يحط رقم هاتفه، وتأتي البنت تطالع الرقم؛ فإن كانت مسكينة وليس لديها حصانة إيمانية وتقوى وخوف من الله وتربية جيدة، تقول: اتصل وقد جعل تحت الرقم اسم هشام.

وفي هذه اليومين -أيها الأحبة- اتصلت بي فتاة من جدة، قالت: أنت فلان؟ قلت: نعم أنا فلان، قالت: أنا أرجوك حصلت لي مشكلة وأريد أن تنصح من وقع فيها، قلت: ما مشكلتك؟ قالت: كنت أمشي في السوق أنا وأختي وفجأة أحس بلمسة شاب والتفت وإذا الشاب قد وضع رقماً لاصقاً، تقول: فوراً التفت وأخذت الجزمة وضربته في رأسه وصرخت، فجاءوا الناس وضربوه واستهزءوا به، ولم يدع عزة في نفسه، وأخذوه وهذه الورقة، مكتوب فيها الاسم هشام وجعل رقم التلفون في جدة، قالت: أرجوك خذ هذا الرقم وهذا اسمه وانصحه جزاك الله خيراً، فضربت الرقم وقلت: السلام عليكم، فقال من تريد؟ قلت: في نفسي لا بد أن أدخل مدخلاً معيناً، قلت: لو سمحت أين الأخ هشام؟ قال: أي هشام، ولذلك هذه أساليب ملتوية يضع الرقم واسم مستعار ويبدأ يغازل به والعياذ بالله.

أهذه أهداف يسدد فيها الشباب؟ يضيع العمر ويضيع الشباب في تجوال، في إيذاء المسلمات، في إيذاء العفيفات الطيبات الطاهرات، وإلا بعضهم سار يعمل له لوحة كبيرة: (٤٣٥١٢٣٤) يقف بجانب نساء يريهن الرقم، إلى أي درجة ضاعت الحياة، أصبحت الحياة تافهة ما عاد عند الإنسان اهتمام إلا أن يوصل رقمه إلى فتاة، هذه آخر أمنيات الشباب اليوم أن الواحد يوصل رقمه إلى بنت.

يا أخي: إذا كان فيك رغبة زواج، اذهب واخطب من المسلمين مثل المسلمين، وانظر إلى هذه الفتاة إن شاء الله تعجبك وتعجبها، أما أن تؤذي بنات المسلمين بهذه الطريقة وتسدد أهدافك إلى إيذاء المسلمات وإيذاء العفيفات وإيذاء الطيبات، فلا حول ولا قوة إلا بالله.