للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تشريد الآباء والأمهات والأبناء بعضهم عن بعض]

وخذوا صوراً لكي تعيشوا شيئاً يسيراً من المعاناة والمأساة، في مقديشو، ناقلة تحمل الناس لكي تفر بهم من جحيم الحرب الأهلية وقذائف المدافع العشوائية، فجاءت امرأة ومعها طفلها تريد اللحاق بهذه القافلة والفرار معها إلى رحلة مجهولة، المهم أن تفر من هذا المكان، والقافلة تُسرع، لو وقفت لحوصرت من بعض العصابات واللصوص، فقدمت الأم طفلها، فتناولوا طفلها، ثم أسرعت القافلة ولم تستطع الأم أن تركب معهم، فعاشت وبقيت لتعيش الحسرتين، فراق الوليد وجحيم المدينة، هذه صورة لعدد لا يُحصى من النساء.

أيها الأحبة! ويا تُرى هل يلتقي الطفل بأمه في مقبرة من المقابر أم في الآخرة، أم في مخيم من المخيمات؟! وهذه امرأة حبلى قُتل زوجها في العاصمة، وفرت بجنينها التي تحمله في أحشائها ومعها أطفالها الثلاثة، ولما وصلت منطقة كسمايو وضعت جنينها لتحمل أطفالاً أربعة، وزادت رحى الحرب في المنطقة، فهربت الأم ثم فروا إلى كينيا، ونزلت الأم مع اللاجئين في العراء حيث الموت بكل صوره ينتظرها وينتظر أطفالها، فمات الأطفال أولهم الجنين حديث الولادة، ثم مات الباقون واحداً تلو الآخر، ثم أصيبت الأم بالجنون، وأخذت تدور بين الناس وتقول: كان لي أربعة أطفال كلهم ماتوا، تقول الأم وهي مجنونة: كان لي أربعة أطفال كلهم ماتوا، هل صحيح أنهم ماتوا؟