للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بيان أن الخيار الأوحد للشعب الكشميري هو الجهاد]

أيها الأحبة: ماذا عن إخواننا هناك؟ ومنذ أربع وأربعين سنة وأرض كشمير تودع الخضرة وترويها الدماء، وشعب كشمير يئن تحت وطأة الظلم والبغي الهندوسي ولا من سميع أو مجيب.

نناديكم وقد كثر النحيبُ نناديكم ولكن من يجيبُ

كان لا مناص ولا خيار عن الجهاد على أرض كشمير لإقامة دولةٍ إسلامية، حتى ولو أريقت الدماء، أو تدحرجت الرءوس، فلأن نقدم قرابين النصر والعزة من شباب الأمة لتحيا الأمة عزيزةً أبداً خيرٌ من أن نستسلم للذل والهوان، فتُذْبَح الأجيال تلو الأجيال خوفاً على الحياة، ثم لا نجد الحياة إلا بذلٍ وهوان، وقهرٍ واغتصاب، وهل من سبيلٍ غير الجهاد؟ رغم الوعود الهندوسية ووعود هيئة الأمم الزائفة والقرارات المتحدة ضد المسلمين لم يجرِ استفتاء لأجل مسألة الحكم الذاتي، أو انضمام كشمير لـ باكستان.

هنيئاً للعالم بالنظام الجديد! هنيئاً للعالم بـ هيئة الأمم! هنيئاً للمستضعفين بهذه! هنيئاً لأولئك الطواغيت بهذه الأنظمة الجائرة! أيها المسلمون: هل من سبيل سوى الجهاد، وقتل الكشميري قانونٌ هندي؟! وهل من سبيل غير الجهاد، واغتصاب المسلمة الكشميرية أمرٌ عسكريٌ ملزِمٌ للجندي الهندوسي؟! وهدم المنزل، وإحراق الزرع ضرورةٌ تمليها مصالح الوثنيين؟! لأجل هذا بدأ الجهاد في كشمير، وتفجر في مواقع عديدة، والنصر قادمٌ بإذن الله، بدأ الجهاد بوصيةٍ من أمر الله وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم، وبدأت المواجهة، وكان ذاك ميراثاً ورثه الجيل المسلم في كشمير من شيوخه وعلمائه، أمثال: الشيخ/ نور الدين الداعية والواعظ المعروف ورئيس جمعية أهل الحديث المتوفى عام: (١٤٠٥هـ).

والشيخ/ غلام مباركي.

والشيخ/ محمد يوسف شاه.

والدكتور/ غلام علي.

والشيخ/ أحمد وفائي.

والشيخ/ سعد الدين.

من المشايخ الذين حملوا لواء الجهاد هناك.

وبالفعل وعلى أرض الواقع انطلقت شرارة الجهاد، وذاق الهندوس الألم كما ذاقه المسلمون، وصدق الله: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ} [النساء:١٠٤] {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} [آل عمران:١٤٠].

فبحمد الله وعونه بلغ حتى الآن عدد القتلى من جِيَف الهندوس: ما يزيد على (١٠.

٠٠٠) هندوسي.

ناهيك عن المغامرات الليلية المثيرة الممتعة في خطف واغتيال القيادات الهندوسية.

وأما تدمير المصالح الاستراتيجية للهندوس فحدث عن هذا ولا حرج.

لقد كانت استجابة الشعب المسلم في كشمير المحتلة أكبر من الإحصائيات، وأكبر من التوقعات المحتملة، فعلى الرغم من هذه المسلسلات البطشية والاعتدائية اليومية إلا أن جموع المتدفقين في مسيرات عارمةٍ أمام الهندوس يزيدون في بعض الأحيان على ثلاثة ملايين ونصف مليون مسلم يملئون الأزقة والطرقات، ويرفضون الاستبداد الهندوسي، يقفون ليسجلوا مع إشراقة كل صباح في الوادي الكبير أو سرنغار أو غيرها بياناً يبشر بفجر قادم للمسلمين، وخيبةٍ وهزيمةٍ لتأبين وطرد الهندوس.

إن المعركة الدائرة التي يقودها المسلمون بقيادة الاتحاد الإسلامي لتحرير كشمير المسلمة والذي يضم إحدى عشرة منظمة إسلامية، قد توحدت في قيادةٍ واحدة ليكسبوا التأييد الشامل من شعب كشمير، الذي وجده قوياً أميناً على حمل هذه الأمانة، وبالفعل تراجع الهندوس وعرضوا عروض الهزيمة والانسحاب، عرض الهندوس على المسلمين في كشمير المحتلة أن يشكل المسلمون حكماً ذاتياً تحت وصاية هندوسية؟ فأبى المسلمون ورفضوا، وأبوا إلا طرد الهندوس والاستقلال التام، وهذا هو الجواب؛ الإباء، الرفض، الامتناع من تقديم وقبول أنصاف الحلول، هذا خيرٌ من العبث في القضية بعد إراقة الدماء.

والناس إن ظلموا البرهان واعتسفوا فالحرب أجدى على الدنيا من السَّلَمِ

ولله در القائل:

دعموا على الحرب السلام وطالما حقنت دماءً في الزمان دماءُ