للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الخير في الأمة أصيل]

أيها الأحبة: أيها الشباب! اعلم أن الخير فينا وفيك أصيل، اعلم أنك خلقت على الحنيفية السمحة، وفطرت على الإسلام، قال صلى الله عليه وسلم: (ما من مولودٍ إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو يمجسانه، أو ينصرانه)، وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: (قال الله عز وجل: خلقت عبادي كلهم حنفاءً، فاجتالتهم الشياطين).

أيها الشاب: خلقت مفطوراً على الإسلام، خلقت حنيفاً مكرماً طيباً صالحاً، ولكن ما الذي أغواك؟ وما الذي أهواك؟ وما الذي أضلك؟ وما الذي غيرك؟ ما الذي سخر سمعك وبصرك وأذنك للحرام؟ ما الذي جعل رجلك تمشي إلى الحرام، ويدك تقبض وتبطش بالحرام؟ أيها الشاب: في بداية هذا اللقاء أقول: إني -والله- سعيد بالحديث إليك، عسى أن تكون هذه المحاضرة سبباً في الاتصال الدائم بيننا على هداية وتوبة، ولعلها أن تكون ليلة تاريخية بها فرقت بين الحق والباطل، واتجهت من الضلالة إلى الهدى، ومن الزيغ إلى الاستقامة، ومن الانحراف إلى الهداية، لعلها أن تكون ليلةً طلقت فيها كل ما يغضب الله وكل ما خالفت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولتكون بداية لترتفع بنفسك ولتسمو بأخلاقك، ولتزهو بإيمانك لتشرف فيما فضلك الله به، واحذر أن تكون ممن اتبع خطوات الشيطان، فضل وأضل، ونأى عن سواء السبيل.

أخي الحبيب: أيها الشاب! ما هي أمنيتك؟ وما هي أهدافك؟ وما هي غاياتك؟ هل لك هدف في حياتك، أم أنك من الذين يسيرون في الدنيا بلا هدف؟ هل لك غايةٌ في حياتك، أم من الذين يسعون في الحياة بلا غاية؟ هل لك طموحات؟ وهل لك آمال؟ وهل لك مشاعر بها تفكر؟ وهل لك عقل به تتدبر؟ أم أنت خالٍ من هذا كله؟ إن الذي يسير في هذه الحياة بلا غاية، وبلا أمنية، وبلا هدف؛ فهو كالبهيمة التي تأكل وتعلف، وتشرب وتخرج، ولا تدري متى تنحر، أما العاقل الذي ميزه الله بعقل، وكرمه الله بحجىً ولب، فهو ذلك الذي يخطط لحياته، وينظر إلى غاية ويسعى إليها.