للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مسئولية المحافظة على المرأة]

عباد الله! إن المجالات الحساسة الخطرة التي تتحمل الأمة فيها أعظم المسئوليات، ألا وهي مسئولية المحافظة على المرأة، وصد كل حملة تواجه المرأة عبر الجريدة أو المجلة، عبر الفلم أو المسلسل، وتفنيد كل شبهة، سواءً كانت شبهة الأقلام أو شبهة الأصوات أو الجمعيات، أو الشعارات والتيارات.

إن من أعظم مسئوليات الأمة المحافظة على المرأة، وصد كل حملة توجه لها، وتفنيد كل شبهة تثار حولها، وفرض كل نظام يحفظ حياءها وعفتها، ويمنع تسيبها واختلاطها، كيف لا؟ كيف يقول قائل: لا؟ والأمر من الله يقول: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب:٣٣] ويقول الله: {إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب:٣٢] ويقول الله: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور:٣١] ويقول الله: {وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنّ} [النور:٣١] وغيرها من الآيات الآمرة بالمحافظة على المرأة، الناهية بالدليل والمفهوم عن إهمالها وتضييعها.

عباد الله! كيف لا تتحمل الأمة وكيف لا يتحمل المجتمع مسئولية المحافظة على المرأة؟ وقد اعتبر الإسلام حقوقها ومنزلتها ومكانتها في العبادة والثواب والحقوق والملكية، وجعل لها أوفر الحظ في الحسنات، وأعلى المنازل في الدرجات، لقاء سيطرة على مملكتها، وبذل الحقوق الواجبة لزوجها، وحسن تربية أولادها؟ كيف لا تتحمل الأمة مسئولية المحافظة على المرأة، والمرأة لباس الرجل وهو لباسها؟ والمرأة سكن الرجل ومستقر طمأنينته ومودته وصلته في غاية الرحمة بينها وبينه؟ كيف لا تتحملون وكيف لا يتحمل المجتمع مسئولية المحافظة على المرأة المسلمة؟ وهي التي في صلاحها كل خير، وهي الجوهرة والدرة التي يتألق بها الرجل في معاشرتها بالمعروف، فيوصى بها خيراً وحسنى، ويعرف كرم الرجال ولؤمهم من حسن معاشرة النساء وعدمه؟ عباد الله! كيف لا نحافظ على المرأة المسلمة والنبي يوصينا بها خيراً، والبر بها من أعظم القربات، وعقوقها من أعظم الكبائر؟ كيف لا نحافظ على المرأة ولنا أوفر الأجر في تأديبها وتعليمها؟ قال صلى الله عليه وسلم: (من كانت له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو بنتان أو أختان، فعلمهن وأدبهن واتقى الله فيهن، فله الجنة البتة) أبو داود والترمذي.

عباد الله! لقد سمعتم الآيات والأحاديث، واعلموا أن تفلت المرأة بعد هذا خطر عظيم وشؤم عميم، كيف لا، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) ويقول: (فاتقوا النساء واتقوا الدنيا فإن أول فتنة بني إسرائيل إنما كانت في النساء) ونهى عن الاختلاط بها، فقال صلى الله عليه وسلم: (ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما).

عباد الله! لم يقف الأمر عند هذا فحسب، بل تعلقت المسئولية بكل من ملك القرار، أو أدار الجهاز أو تحكم في الحوار، ولقد عرفنا وعلمنا أن الأوامر والتعليمات صدرت من ولاة الأمر في هذه البلد لمنع التسيب وقطع أسبابه ودابره، حتى لا تختلط المرأة بالرجال في أي مجال، صدر التعميم المبارك برقم (٢٩٦٦) وتاريخ (١٩/ ٩/١٤٠٤هـ) في هذا الموضوع، ونصه: نشير إلى الأمر التعميمي رقم (١١٦٥١) في (١٦/ ٥/١٤٠٣هـ) المتضمن أن السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال سواءً في الإدارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة، أو الشركات، أو المهن ونحوها، أمر غير ممكن سواءً كانت سعودية أو غير سعودية؛ لأن ذلك محرم شرعاً، ويتنافى مع عادات وتقاليد هذه البلاد، وإذا كان يوجد دائرة تقوم بتشغيل المرأة في غير الأعمال التي تناسب طبيعتها، أو في أعمال تؤدي إلى اختلاطها بالرجال فهذا خطأ يجب تلافيه، وعلى الجهات الرقابية ملاحظة ذلك والرفع عنه، انتهى بنصه.