للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الغناء والطرب واللذة في الجنة]

قال ابن عباس ويرسل ربنا ريحاً تهز ذوائب الأغصان

فتثير أصواتاً تلذ لمسمع الـ إنسان كالنغمات بالأوزان

يا لذة الأسماع لا تتعوضي بلذاذة الأوتار والعيدان

أو ما سمعت سماعهم فيها غناء الحور بالأصوات والألحان

واهاً لذياك السماع فإنه ملئت به الأذنان بالإحسان

واهاً لذياك السماع وطيبه من مثل أقمارٍ على أغصان

واهاً لذياك السماع فكم به للقلب من طربٍ ومن أشجان

وهذا السماع كما في الحديث: (إن في الجنة لمجتمعاً للحور العين يرفعن بأصواتٍ لم تسمع الخلائق بمثلها، يقلن -ويغنين الحور العين- نحن الخالدات فلا نبيد، ونحن الناعمات فلا نبئس، ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن كان لنا وكنا له) ثم يقول ابن القيم:

نزه سماعك إن أردت سماع ذياك الغنا عن هذه الألحان

لا تؤثر الأدنى على الأعلى فتحرم ذا وذا يا ذلة الحرمان

إن اختيارك للسماع النازل الـ أدنى على الأعلى من النقصان

والله إن سماعهم في القلب والإ يمان مثل السم في الأبدان

والله ما انفك الذي هو دأبه أبداً من الإشراك بالرحمن

فالقلب بيت الرب جل جلاله حباً وإخلاصاً مع الإحسان

فإذا تعلق بالسماع أصاره عبداً لكل فلانة وفلان

حب الكتاب وحب ألحان الغنا في قلب عبدٍ ليس يجتمعان

ثقل الكتاب عليهم لما رأوا تقييده بشرائع الإيمان

واللهو خف عليهم لما رأوا ما فيه من طربٍ ومن ألحان