للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اتخاذ آيات الله هزواً ولعباً بعد الحدث

أيها الأحبة! إن الأمر الذي هو أدهى وأمر أن اتخذت آيات الله هزواً ولعباً بعد هذا الحدث الرياضي: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد:٧] تقال وترفع هذه الآية فوق تهنئة بالفوز في هذا الحدث الرياضي، متى أصبحت آيات الله هزواً ولعباً؟! قولوا ما شئتم، تكلموا كيفما شئتم إلا كلام الله الذي نزل من فوق سبع سماوات، إلا كلام الله الذي يكفر من استهزأ به، إلا كلام الله الذي يكفر من جحد حرفاً واحداً منه، إلا كلام الله الذي يكفر من غالطه أو عانده، إلا كلام الله الذي نزل به أجل الأملاك جبرائيل على نبينا عليه الصلاة والسلام، إلا أفضل الذكر الذي حفظه الله، إلا هذا الكتاب الذي جعله الله تبياناً لكل شيء، فلا وألف لا، لا يوضعن على تهنئة بفوز، ولا في حدث رياضي، فهذا كتاب الله، وهذه سنة نبيه جاءت لتنقذ أمةً عميا، ولتبصر أمةً ضالةً، وجاءت لترفع شعوباً ذليلةً، ولتحكم العدل في الأمم المظلومة، ما جاءت لأحداث رياضية، أو لمناسبات كهذه، أفلا يتقي الله من يستشهد بهذا، أفلا يخشى الله من يستشهد بهذا.

على أية حال أيها الإخوة: لا عجب ولا غرابة إذا كان الذي يضع هذه الآية فوق هذا الإعلان ممن لا حظ لهم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

فلا تجنين من شوكٍ عنباً وإن من زرع شيئاً حصده

نحن أيها الشباب! نحن أيها الإخوة! نحن أيها المسلمون! ما الذي زرعناه في شبابنا حتى نجني منهم هذه الهتافات، وهذا التصفيق والإزعاج، وهذا الذهاب والإياب في الطرقات والشوارع، وإيذاء المسلمين، وانتهاك بعض حرماتهم.

أسأل الله جل وعلا أن يكفينا شر العقوبة، أسأل الله جل وعلا أن يحسن لنا ولكم الخاتمة، أسأل الله جل وعلا ألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العلي العظيم الجليل الكريم لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.