للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المخدرات وخطرها]

السؤال

يا شيخ! أحسن الله إليك إني مبتلىً في تعاطي المخدرات علماً أني قد تركتها ورجعت إليها، أرجو من سماحتكم إرشادي والدعوة لي بالهداية، وإرشادي بأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلها تكون رادعةً لي؟

الجواب

يا أخي الكريم! المخدرات بدايتها شهوة، وآخرها مصيبة، وأعطيكم قصةً واقعيةً: كنت ذات يوم في المحكمة عند أحد القضاة (صديق لي) فجاءت امرأة عجوز كبيرة متلفلفة (ببشتها) وترددت، وذهبت ودخلت، وذهبت ودخلت، فسألت الشيخ، قلت: يا شيخ! هذه المرأة التي تتردد عليك وفي المكتب ما مشكلتها؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله! قلت: ما صار عليها؟ قال: هذه كان عندها ولد يتعاطى المخدرات، وإذا سكر جاء عند أمه وقال: أعطيني فلوساً، أعطيني دراهم، ويبدأ يهددها، وتحت الخوف تقوم وتخرج مفتاح صندوقها وتفتح وتعطيه فلوساً، ومرة أخرى يأتي هذا الولد معه السكين: يا أماه! هي ظنت أنه يوم رأت السكين معه، قالت: تريد فلوس يا ولدي سأعطيك، سأعطيك، خائفة -وهذه نتيجة الخوف، إذا خافت الأم وخاف الأب على ولدهم، ولم يبلغوا عنه، ينقلب نقمة عليهم، لأنهم إذا بلغوا عنه صار ذلك سبباً في علاجه- الحاصل: هي ظنت أنه يريد فلوساً، قال: هيا ارقدي على الفراش، يا ولدي لا يصح، وتحت وطأت السكين فعل وزنى بأمه.

والله الذي لا إله إلا هو! قضية واقعة في المحكمة، والقاضي أعرفه شخصياً، قال: فحضّرنا الولد، وشكلنا مجلس قضاء مشترك، وحكمنا على الولد بالقتل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من وقع على ذات محرم فاقتلوه).

فيا أخي! احذر المخدرات، بعض الناس يقول لك: لا.

أنا أشرب بمقياس لا أضيع، ليس هناك شيء اسمه لا أضيع، تأتيك لحظة من اللحظات وتضيع، وربما وقعت فيما هو شر من هذا، فيا أحبابي وإخواني! العودة والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى هي النجاة، لا تقل: أنا شارب مخدرات، لكن لن أكون (مطوعاً) أصير في الوسط، ليس هناك شيء اسمه وسط، الآن المعاصي في كل طريق، في كل منحى، أين ما اتجهت تجد ما يدفعك إلى المعصية.

فإما أن تصدق مع الله وتستقيم مع الله بصدق، وإما أن تنحرف انحرافاً -ولا حول ولا قوة إلا بالله! - وتكون الهاوية إلى مثل هذه الفواحش والآثام.