للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وصايا للمرأة المسلمة]

السؤال

هل من كلمة للنساء حول ما يخصهن من مقتضيات لا إله إلا الله؟

الجواب

الخطاب للرجل كالخطاب للمرأة، الخطاب للذكر كالخطاب للأنثى، لا يفرق المرأة عن الرجل ولا الرجل عن المرأة إلا ما خص أحدهما بدليل، وما سوى ذلك فالمرأة والرجل على حد سواء في الخطاب، إلا أننا نوصي المرأة فيما هو من خصائصها: أن تتقي الله عز وجل، وأن تجعل لا إله إلا الله انقياداً واتباعاً وإخلاصاً وخشية من الله في خروجها، فلا تخرج إلا لحاجة ومع ذي محرم، وبقدر حاجتها، غير متبرجة ولا متعطرة ولا متزينة.

في علاقاتها: فلا تصاحب إلا من تخشى الله من صويحباتها.

وتتقيه في كلامها: فإياها أن تُملأ بالغيبة والنميمة فتكون كمن جمعت من الحسنات في صلاتها ونوافلها، ثم ضيعت هذه الحسنات في سماعة الهاتف.

ما أكثر النساء اللائي يصمن الإثنين والخميس، ويتهجدن الليل، ويضيعن آلاف الحسنات على سماعة الهاتف في الحديث عن فلانة وعلانة، أو يضيعن الحسنات في كثير من الذنوب والمعاصي! فالعاقل الذي مَنَّ الله عليه بجمع الحسنات يحرص على تمام المنة بالمحافظة عليها وعدم ضياعها.

كذلك على هذه المرأة: أن تعلم أنها مستهدفة في حظها من لا إله إلا الله من قبل العلمانيين ودعاة التغريب والضلالة، الذين نقلوا للأمة كل ألوان الفجور والفساد، اليوم المرأة مستهدفة، مجلة الأزياء مستهدفة، عرض الأزياء مستهدفة، دعاوى الاختلاط مستهدفة فيها؛ اختلاط في الوظيفة، اختلاط في التعليم، اختلاط في أمور كثيرة: المرأة نصف معطل، المرأة حبيسة الدار، المرأة مظلومة المرأة المرأة، وفعلاً في بلادنا هذه بالذات المرأة مستهدفة، ولن يقر للعلمانيين قرار، ويهدأ لهم بال حتى يروها تجوب الشوارع بسيارتها، وتخادن من تشاء، وتصاحب من تشاء، وتخرج متى شاءت، وتلبس ما شاءت، وتتبرج كيفما شاءت، وتتحدى بوجهها مقبلة مدبرة الرجال وغيرهم، فالمرأة العاقلة تقول: أنا أدرى بما أكرمني الله عز وجل به، فلا أريد حضيضاً مما عند هؤلاء العلمانيين الذين يَدَّعون أنهم أوصياء على المرأة، وكما يقول أحد المفكرين: هؤلاء والله لا يريدون تحرير المرأة وإنما يريدون حرية الوصول إلى المرأة.

نعم في المجتمع المسلم ونحسب أن بلادنا بلاد إسلامية، ومجتمعنا مجتمع إسلامي، على ما فينا من الذنوب والخطأ والتقصير، في بلادنا هذه من الصعوبة أن الإنسان يدخل على المرأة هكذا مباشرة، كيف؟ هل رأيتم إنساناً يمسك امرأة في الشارع يتحدث معها، أو سيجدها موظفة وسوف يتعامل معها، أو يجدها معه في طاولة الدراسة أو جنبه في الوظيفة أو عند إشارة المرور، بين الرجل وبين المرأة في هذه البلاد حواجز كثيرة، دعوني من الذين يتسللون لواذاً ويعملون خلف الكواليس، فمن ستر الله عليه فإن الله ستير يحب الستر، ونحن لا نتكلم عن الحالات الشاذة، لكن في عامة شأن الأمة الوصول إلى المرأة في المجتمع أمر صعب، ولأجل ذلك هم يريدون أن يخرجوا المرأة من هذه الحصون المنيعة حتى يسهل الاتصال بها، من الصعب أن يأتي واحد من هؤلاء، بل دونه الدماء، لو واحداً يطرق الباب يقول: أريد أن أكلم امرأة، أو يدخل عليها في مدرسة، أو يهتك ستراً من أستار وجودها، أو حصناً من حصون بقائها، ولذلك لابد أن نخرج هذه المرأة.

هل سمعتم علمانياً يقول: أخرجوها نزني بها، أخرجوها نستمتع بها، أخرجوها نتمتع بجمالها؟ لا.

أخرجوا هذه المظلومة، أخرجوا هذه المسكينة، أعطوها حقها، دعوها تعمل مع الرجل، دعوها تشارك في الإنتاج، اتركو الدخل القومي يزيد، اتركوا ودعوى وهلم جراً إلى الصيحات الضالة، ولو كانوا جادين ويريدون أن تستفيد هذه المرأة، بدلاً من دعاوى التحرر ليفكروا كيف يوجدوا للمرأة مصانع نسائية مستقلة، كيف يوجدوا للمرأة قنوات نسائية بحتة، إن الإسلام لم يحرم على المرأة أن تعمل حينما تحتاج أو إذا رغبت في الضوابط الشرعية دون أن يفتتن بها الرجال، ودون تعطيل الوظيفة التي خلقت لأجلها وهي: الإنجاب والرعاية بالأبناء والزوج، فإذا وجد هذا فلا حرج، لكن أولئك تجد الذين يتكلمون كثيراً عن المرأة لا يطرحون قضية توظيف المرأة في المجال النسائي المستقل، لا.

بل: لماذا لا تسوق السيارة؟ لماذا لا تشارك الرجل؟ لماذا لا تقف في المصنع؟ لماذا لا تعمل كذا؟ وهؤلاء بإذن الله خابوا وخسروا ما دام في الأمة أغيار من علمائها ورجالها وولاتها بإذن الله عز وجل.

هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.