للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كيفية نصرة المظلوم إذا كان خصمه الوالي]

السؤال

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) فكيف أقف مع آخر إذا كان على حق وخصمه الوالي وهو على باطل؟

الجواب

والله يا أخي الحبيب نحن مر بنا أن الولاة ليسوا معصومين من الأخطاء أو الكبائر أو الصغائر هذا أولاً، الأمر الثاني: تستطيع أن تنصره إذا استطعت أن تصل إلى الوالي وتبلغه هذه النصيحة إما بلسانك أو ببرقيتك أو برسالتك، وإن لم تستطع اذهب إلى أحد العلماء الأجلاء الذين يسمع لهم وبلغ له هذه المظلمة.

وافرض أن هذا لم يستطع أحد أن ينصفه من هذه المظلمة، لا استطعت أنت لا ببرقية ولا برسالة ولا دخلت على الوالي ولا استطاع العالم أن يغير شيئاً، وبقي أخوك المسلم هذا مظلوماً صبراً على قدر الله، إنا لله وإنا إليه راجعون نصبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلى أن تنجلي الغمة وتصلح الأحوال.

إذا لم تتعدل الأحوال فلابد أن نطلق النار من الزناد! ونرفع السيف! ونرى الخروج ونعلن التكفير؟! هذا هو بيت القصيد، بيت القصيد هو أنك إذا أتيت للوالي أو الحاكم وقلت: هذا ظلم هذا مسكين هذا مظلوم، وهذا لا يجوز، فرضاً قال الوالي: لا، ليس عندي استعداد، ولن أقبل قولك ولن أقبل كلامك.

تقول: نعم، لست بقابل كلامي بالحسنى أو بالرشاشات! هذا ليس منطقاً، قيمة المحاضرة كلها أنه حينما يصيبك هذا تقول: سمعاً وطاعة لكم في طاعة الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون في هذه المظلمة التي ما أنصفتم صاحبها، وعملاً بمقتضى معتقد أهل السنة والجماعة المؤيد بالأدلة من الكتاب والسنة من كلام الله وكلام رسوله أننا نصبر على جور الحكام، ونصبر على جور الأئمة، إلى أن تنجلي الغمة هذا معنى التفصيل في مسألة حقوق ولاة الأمر.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وجزاكم الله خيراً.