للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[واجب العلماء والمثقفين أمام العولمة]

أيها الأحبة: إن العولمة تحتاج إلى تحدٍ من علماء الأمة ومثقفيها، وعلمائها ومفكريها رصداً وتصدياً وتأملاً من منظورٍ إسلامي، هذه القضية الشائكة تحتاج إلى تفهمٍ لكي نستفيد مما يمكن الاستفادة منه، بوضع الضوابط ونصب المحاذير، ورفض كل ما يضر هذه الأمة وصدق الله عز وجل إذ يقول: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} [الفرقان:٣٣].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.

الحمد لله على إحسانه، والشكر له توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، تمسكوا بشريعة الإسلام وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى، اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ في دين الله ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار، وعليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله على الجماعة، ومن شذّ شذَّ في النار، عياذاً بالله من ذلك.

معاشر المؤمنين: إننا نستطيع أن نواجه هذه الحرب مهما بلغت ومهما كبرت، ومهما تنوعت، بالاستعانة بالله، والتوكل على الله: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً} [آل عمران:١٢٠].

إننا حينما نذكر بهذه الحروب وهذه التحديات، ليس ذلك من باب تعظيم الخصم وتفخيمه وتكبيره، وإنما لبيان الخطر، ولبيان الشر، يقول حذيفة رضي الله عنه: (كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنتُ أسأله عن الشر مخافة أن يدركني).

علمت الشر لا للشر لكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، ودمر أعداء الدين، وأبطل كيد الزنادقة والملحدين.

أيها الأحبة: لقضية العولمة بقية باقية، أجعلها في الخطبة القادمة إن شاء الله، ليكن ختام الحديث بهذا الأمر.

وإني أسأل الله بأسمائه وصفاته أن يصرف عنا وعنكم كيد الكائدين، أسال الله أن يصرف عنا وعنكم مكر الماكرين، اللهم من أراد بولاة أمرنا وعلمائنا وشبابنا، ونسائنا ورجالنا، والمسلمين شراً، اللهم عجل فضيحته، وافتك سريرته، وأرنا فيه اللهم عجائب قدرتك.

اللهم يا حي يا قيوم، يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، اللهم أرنا فيمن أراد بالإسلام والمسلمين سوءاً أرنا فيه يوماً أسود كيوم فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف.

اللهم انصر المسلمين على الوثنيين، اللهم انصر المسلمين في باكستان وسدد قنبلتهم النووية على الوثنيين في الهند يا رب العالمين، اللهم اجعل هذه القنبلة تفجيراً وتدميراً لقلوب الغرب وما أراد من الفتك والكيد والدمار للمسلمين، اللهم أبرم لأمة الإسلام أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويهدى فيه أهل معصيتك، اللهم ثبتنا على مرضاتك، واستعملنا اللهم في أحسن عملٍ يرضيك يا رب العالمين.

اللهم صلّ وسلم على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، وارضَ اللهم عن الأربعة الخلفاء، الأئمة الحنفاء: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن بقية العشرة وأهل الشجرة، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أرحم الراحمين.

عباد الله: إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا! صلوا عليه وسلموا تسليماً، اللهم صلّ وسلم وزد وبارك على نبيك محمدٍ وعلى آله وصحبه.