للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المجاملات والمداهنات في العلاقات]

أيها الأحبة في الله! إننا نفوت أجر كثير من الأعمال على أنفسنا بالمجاملات، وبالمقابلات، وبأمور تضيع، ليست دنيوية محضة، وليست أخروية محضة، تجد أحداً من الناس يُدعى إلى وليمة أو إلى مناسبة يقول: أزور فلان بن فلان؛ لكي أسلم من لسانه؛ لكي لا يقول فيَّ كذا وكذا، لا يقول: أزوره؛ لكي أحتسب على الله عملاً؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وإذا دعاك فأجبه) لا يقول: أزوره صلة لرحمه، لا يقول: أزوره في الله، فيضيع عليه الشيطان ثواب الحسنة وثواب العمل، حيث يقول ويدور في خلده: أنه ذاهب؛ لكي يسلم من لسانه، وهذا شأن كثير من الناس، دققوا ولاحظوا كثيراً من الذين تعاملونهم.

إن المجاملات والمداهانات والمراءات قد عمت وطمت كثيراً من العلاقات البشرية في هذا الزمان، فلا تجد العبد قدم عملاً خالصاً يرجو به ما عند الله، واحتسبه لله؛ ولا تجده قدم تجارة نافعة، قدم بضاعة وتلقى نقداً، فضاعت أمور الناس لا هي في دنيا، ولا هي في دين، ورحم الله القائل:

نرقع دنيانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقى ولا ما نرقعُ

ولا حول ولا قوة إلا بالله! اللهم أعز الإسلام والمسلمين.

اللهم دمر أعداء الدين.

اللهم أبطل كيد الزنادقة والملحدين.

اللهم من أرادنا بسوء فاجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميره، يا سميع الدعاء! اللهم آمنا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.

اللهم اهد إمام المسلمين، اللهم أصلح بطانته، اللهم اجمع شمله وإخوانه وأعوانه على الحق، يا رب العالمين! اللهم مسكهم بكتابك، اللهم سخر لنا ولهم ملائكة السماء برحمتك، وجنود الأرضين بقدرتك، بمنك وكرمك، يا أرحم الراحمين! اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا.

اللهم لا تدع لأحدنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مُبتلىً إلا عافيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا حيران إلا دللته، ولا غائباً إلا رددته، ولا تائباً إلا قبلته، ولا أيِّماً إلا زوجته، ولا عقيماً إلا ذرية صالحة وهبته، بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين! اللهم لا تكلنا إلى أعمالنا.

اللهم إنا نبرأ من التوكل إلا عليك، ومن الفقر إلا بين يديك، ومن الحاجة إلا لك، ومن العز إلا بك، ومن القوة إلى بقوتك، يا رب العالمين! اللهم إنا نبرأ إليك من أن نتكل على غيرك، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا، ولا إلى مخلوق عز أو ذل، اللهم لا تكلنا إلى ذلك طرفة عين، ولا أقل منها يا رب العالمين! اللهم عاملنا بعفوك، اللهم عاملنا بمنك، اللهم عاملنا بكرمك؛ ربنا إن من نوقش الحساب عُذب، اللهم رحمتك التي سبقت غضبك، اللهم رحمتك التي وسعت كل شيء، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.