للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سمية بنت الخياط رضي الله عنها]

وسمية بنت الخياط، ما شأن هذه المرأة؟ إنها أول شهيدةٌ في الإسلام، لما أسلمت جاء أبو جهل يصفعها ويضربها ويركلها ويجرها ويسحبها يريدها أن تترك دين محمد صلى الله عليه وسلم، فكان شأنها أنها كانت ثابتةٌ ثبوت الجبال، صامدةًَ صمود الرواسي، على دين نبينا صلى الله عليه وسلم وملة الإسلام، زوجها يعذب، وعمار يعذب، وأمه سمية تعذب، والنبي يقول: (صبراً آل ياسر؛ فإن موعدكم الجنة).

فلما بلغ الغيظ من أبي جهل مبلغه؛ خرج ذات يوم فوجدها تعذب وقد وكل بها عبيداً له يعذبونها حتى تترك الإسلام، فاغتاظ أبو جهل منها، ورأى عبيده قد مدوها على حر الهاجرة، فانتزع الحربة من يد أحد عبيده ثم رمى بالحربة في فرجها فخرت صريعة شهيدةً في سبيل الله، وكانت أول شهيدةٍ في الإسلام.

أين فتاة الإسلام التي تصر على هذا الدين، وتلتزم وتستقيم على هذا الدين، وتدعو إليه في مدرستها وبين جاراتها وصويحباتها وتمضي وتستمر على هذا؟ لا حول ولا قوة إلا بالله! قممٌ سامقةٌ وجبال رائدة في الدعوة والتقوى، وشريحةٌ من بناتنا يعالجنَ المعاكسة، والهوى، والحب، والمجلات، والخلائع، وأمورٌ الله أعلم بها، أسأل الله أن يستر على الجميع بستره.