للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لابد أن يكون المسلم غيوراً على دين الله

عباد الله: اثبتوا على دينكم، وتمسكوا بدينكم، وكونوا غيورين على نعمة الله، كونوا غيورين على نعمة الله، إن الله يغار، وغيرة الله أن يزني عبده أو تزني أمته، وغيرة الله أن يأتي العبد ما حرم الله عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: (أتعجبون من غيرة سعد بن عبادة؟ والله إني لأغير من سعد، والله أغير مني) كونوا هكذا على مستوى الغيرة، ونطالب كل مسلم بالغيرة ولو كان حليقاً أو مدخناً أو يسمع الغناء أو يسبل ثوبه؛ لأن هذه معصية فرعية جزئية، لكن التهاون بأمر الدين مصيبة عظيمة، ربما مصيبة الذي يدخن أو يسمع الغناء على نفسه، لكن حينما تهدم عرى الإسلام ويسكت عن المنكر، وتنتشر الفواحش ويكثر الفساد، ويشيع الخبث ويفشو الخنا هذا جرح بل سرطان، وشتان بين من بأصبعه جرح ومن ببدنه سرطان.

هكذا فلنكن غيورين على هذه النعمة، أليس عندكم أطفال؟ أما عندكم بنيات صغيرات؟ تمشي البنية في ثوبها فتتعثر وتسقط؟ أليس عندك ولد صغير يغاغي بأبيه وأمه حينما يلقاك قادماً من عملك؟ أما تخشى الله في هذا الطفل؟ أما تخشى الله في بنيتك؟ أما تخشى الله في أخواتك وإخوانك: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ} [النساء:٩] والله إني لأجلس أحياناً فيمر أولادي أمامي الصغار هذا يحبو وهذا يمشي ويتعثر وهذه تبكي فآتي إلى الصغير وأضمه، وإلى الذي يحبو فأشمه، وإلى الذي يرضع فأعطيه حليبه، وأقول: ها أنا اليوم عندهم، قد بكوا فدنوت لأعالج جراحهم، قد بكوا فدنوت لأسكت بكاءهم، لكن يا ترى ماذا يخبئ المستقبل؟ ماذا يخبئ المستقبل؟

والليالي من الزمان حبالى مثقلات يلدن كل عجيب

يا نائم الليل مسروراً بأوله إن الحوادث قد يطرقن أسحاراً

نعم نعد شيئاً واحداً يحفظ هؤلاء الأطفال الصغار ويحفظنا ونشكر به نعم ربنا: {فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً} [النساء:٩] إن نتق الله جل وعلا، وتقوى الله هي خير ضمان لهؤلاء الأطفال الذين نراهم، إياك أن تفكر فقط بنفسك، فكر بالجيل الذي بعدك، تصور حال أبنائك وأبناء أبناك وأطفالك وأحفادك، تصور حالهم هل يدومون على هذه النعم التي أنت فيها؟ فإن أردت ذلك لهم فكن غيوراً على دين الله، حتى يتفيئوا النعم التي تنعمت بظلالها وأرضها وسمائها.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم دمر أعداء الدين، اللهم أبطل كيد الزنادقة والملحدين، اللهم من أراد بنا سوءاً فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء، اللهم لا تفرّح علينا عدواً، اللهم لا تشمت بنا حاسداً، اللهم اجمع شملنا في هذه البلاد، اللهم اجمع شملنا في هذه البلاد خاصة، اللهم اجمع شملنا في هذه البلاد خاصة وحكامنا وعلماءنا وولاة أمرنا، اللهم اهدهم، اللهم اهدهم، اللهم اهدهم، اللهم أصلح قلوبهم، اللهم قرب من علمت فيه خيراً لهم، وأبعد عنهم من علمت فيه شراً لهم، اللهم قرب لهم من يبشرهم بالخير ولا يخوفهم منه، اللهم قرب لهم من يعينهم على الخير ولا يعينهم على ضده، اللهم قرب لهم من يعينهم على ما يرضيك يا رب العالمين.

اللهم اهد شباب المسلمين ونساء المسلمين، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وأجدادنا وجداتنا، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم لا تحرمنا بذنوبنا فضلك، اللهم لا تحجب عنا بمعاصينا رحمتك، اللهم إن كثرت ذنوبنا فإن فضلك أكثر، وإن كثرت معاصينا فإن رحمتك أكبر، اللهم أغثنا غيثاً هنيئاً مريئاً مريعاً سحاً طبقاً مجللاً نافعاً غير ضار، اللهم اسق العباد والبهائم والبلاد، اللهم إن بالعباد والبهائم والبلاد من الجوع والعطش واللاؤاء ما لا يكشفه إلا أنت، اللهم اكشفه عنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وكن لنا ولا تكن علينا بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين.

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبيك محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العلي العظيم الجليل الكريم يذكركم، واشكروه على آلائه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.