للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[صماما الأمان]

ولنعلم أيها الأحبة: أنه لا سبيل لنا إلى النجاة والاستمتاع بهذه الخيرات التي تنعم بها بلادنا؛ طرق، جسور، كباري، مستشفيات، حدائق؛ نعم، خيرات، ثروات؛ أسواق مليئة بالخضار واللحوم والفواكه والأرزاق، خيرات متتابعة، والله لا سبيل إلى حفظها وبقائها إلا بشكر الله جل وعلا، والتعاهد عهداً مع الله أن ننكر ونغير المنكرات، ما ظنكم لو أن كل واحد مر على صاحب فيديو فاختصر به كلمتين: الله يجزيك خيراً، والله إن ما تفعله من نشر الرذيلة بين الناس، وإن هذه الأفلام الذي فيها الرقص، والمصارعة النسائية، والحفلات الماجنة، والأفلام التي فيها القبلات والضم، والأفخاذ والصدور العارية، هذه والله إنها سبب للهلاك، هذه تصد الشباب عن المساجد، وتجعل النفوس تشتهي الزنا، تبحث عن الفاحشة، وتخطط للجريمة، يا أخي! نحن في نعم، نحن في خيرات، أما ترى هذه النعم، أما ترى هذه الجسور، هذه الكباري، هذه الخيرات، هذه المساجد، الأسواق.

ذكِّره بنعم الله، أنت والله تقول له: إذا لم تقلع عن هذا الشيء، فإنه سيكون سبباً في زوال هذا، تكون شؤماً علينا، يا أخي! اتق الله، وابحث لك عن بضاعة غير هذه، ابحث لك عن تجارة غير هذه، ثم تذهب ويأتي الآخر ينصحه، ثم الثالث وهكذا، والله ليستحين على وجهه، ثم يغير تجارته ونشر الفساد والرذيلة.

لكن إذا كان الواحد إذا مر قال: نسأل الله العافية، يبيعون الأفلام الخليعة، لا حول ولا قوة إلا بالله، ويهز رأسه، وما دخل على صاحب فيديو ينصحه، لماذا المسلم جبان؟ لماذا المسلم ضعيف الشخصية؟ هل أنت سوف تنصحه من الكتاب الأخضر، أو من نظرية إنجلز، أو ماركس، أو لينين؟! تنصحه من كتاب الله جل وعلا، فما عليك خطر، تعرفون أن أكثر صاحب تسجيلات أغانٍ يكون حول تسجيلاته تسجيلات إسلامية، فبفضل الله، ثم بفضل شابين مروا عليه وكلمتين طيبتين، بعد أن كان حيران ضنكاً، تتعاقب السجائر يده يشعلها تباعاً، ففتح الله قلبه واستقام وتاب، وبدلاً من أن يبيع الغناء واللهو، والمجون والطرب، أصبح ينشر بين الناس كلام الله وكلام رسوله، والخطب والندوات والمحاضرات: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود:١١٤].