للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[هيا إلى المقبرة]

أيها الأحبة في الله: هيا إلى المقبرة بقلوبكم وعقولكم وتكلموا:

سألت القبور فناديتها فأين المعظم والمحتقر

يا أيها الملوك الذين دفنوا في هذه المقبرة: هل تستطيعون القيام من لحودكم الآن؟ يا أيها الأثرياء الذين في ظلمات اللحود إن لم يجعلها الله روضة من رياض الجنة! هل تنتقلون يمنةً ويسرة؟ يا أيها الوزراء! يا أيها العظماء! يا أيها الفقراء! يا أيها الصعاليك! هل يستطيع أحدٌ أن يقوم أو يتكلم؟ لو تكلموا فقلنا لهم: ماذا تتمنون؟ لقالوا: نتمنى أن نرد إلى الدنيا، فنقول: لا إله إلا الله، يتمنون كلمة واحدة، يتمنون حسنة واحدة، وأنتم الحسنات أمامكم، أمامكم الجنة قد فتحت أبوابها، فأعرض الكثير عنها.

يا سلعة الرحمن سوقكِ كاسدٌ فلقد عرضت بأيسر الأثمانِ

(من خاف أدلج) من خاف العاقبة وسوء الخاتمة، من خاف القبر واللحد، والمحشر والمنشر وهول المطلع: (من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزلة، ألا وإن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة).

يا سلعة الرحمن سوقكِ كاسدٌ فلقد عرضت بأيسر الأثمانِ

يا سلعة الرحمن لست رخيصةً بل أنت غاليةٌ على الكسلانِ