للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ابتذال الوقت]

كذلك -أيها الإخوة- من أسباب احتقار النفس: أن يبتذل الإنسان وقته، تجد الإنسان يبتذل وقته، فيلعب ليلياً البلوت من الساعة الثامنة ونصف إلى الساعة الواحدة، يقول ابن هبيرة:

والوقت أعظم ما عنيت بحفظه وأراه أهون ما عليك يضيع

الوقت ثمين جداً، وهذا مسكين عنده ابتذال شديد للوقت، ويضيق صدره إذا لم تجتمع (الشلة) ذاك اليوم، يذهب يبحث عنهم فلا يجدهم، ينادي فلاناً ببوق السيارة، ويدق بابه، ويذهب إلى فلان ويذهب إلى فلان، وأخيرًا يعود إلى البيت وصدره ضيق، ونفسه منكسرة، لقد وجد احتقاراً حقيقياً في النفس؛ لأن الإنسان إذا كان في لحظات العزة يجد سعادة، وفي لحظات الأنس يجد رفعة، لكن في لحظات احتقار الذات يجد انكساراً وضعفاً، فهذا مسكين ابتذل وقته، فمن ثم أفضى إلى أن يحتقر ذاته فعاد منكسر البال، وهذا شأن كثير من شبابنا نسأل الله أن يمن عليهم بالهداية.