للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كيفية تعامل التائب مع منكرات بيته]

يا إخواني! خلاصة كلامنا أن نتوب إلى الله وأن نقبل على الله، وأن نستجيب لأمر الله، وليس معنى هذه الاستجابة منذ أن تدخل مع الباب تبصق في وجه زوجتك وتكسر التلفزيون والأشرطة وتقلب الدنيا على عقب! لا، ليست هذه الاستجابة، الاستجابة أن تدخل ضاحكاً مبتسماً، منطلق الجبين خافض الجناح، تبدل المعاملة السيئة مع أهلك وزوجتك بمعاملة حسنة، تبدل وتغير العبارات البذيئة بالكلمات الطيبة، تغير العادات الخبيثة بعادات نافعة، تغير مجالس الأشرار إلى مجالس الأبرار والأطهار.

هكذا تفقد نفسك وتفقد حالك، ثم بعد ذلك أقنع نفسك وأهلك وذريتك رويداً رويداً حتى تقنعهم بما منَّ الله به عليك، بما في قلبك من الخير والهداية، ثم تقول: هذا فيه شر، ممكن نستفيد منه إذا أردنا ذلك، وإذا لم تستفد، أو كان ضرره أغلب علينا من نفعه، نخرجه، الذي ينفعنا في ديننا ودنيانا نبقيه، والذي يضرنا في ديننا ودنيانا نخرجه، الذي ينفعنا في ديننا ودنيانا نفعله، وهلم جراً.

هكذا تكون الاستقامة ويكون الالتزام، ويكون صدق الإقبال على الله جل وعلا، وعند ذلك تنام مطمئناً، والله لو مرت بك لحظة مرض شديد قلت: الحمد لله على هذه الساعة الذي جاء هذا المرض وقد يكون مرض موت وأنا قد تبت إلى الله، وأنا قد أقبلت على الله واستجبت لله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال:٢٤] الله يدعونا لما يحيينا {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال:٢٤] أنت الآن تدعى لكي تستجيب لله، فإذا لم تستجب فلست في كل حال تستطيع الاستجابة، ليس في كل وقت تستطيع الاستجابة، إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر لا تستطيع الاستجابة.