للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حفظ الأمن هو حفظ للأعراض]

أيها الأحبة: حرم الله جل وعلا كل مسكرٍ وكل خمرٍ وكل قمار: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة:٩٠]، وقال صلى الله عليه وسلم: (اجتنبوا الخمر، فإنها مفتاح كل شر) رواه الحاكم وصحح سنده.

وقال صلى الله عليه وسلم: (من شرب الخمر كان حقاً على الله أن يسقيه من ردغة الخبال، قيل: وما ردغة الخبال؟ قال: عصارة أهل النار) عصارة أهل جهنم.

أيها الأحبة: أنتم مع ما ترون من تشديدٍ أمني أو جهود أمنية ترون وجود من يتعاطون المخدرات ويتبايعونها ويروجونها ويهربونها وينشرونها، بل وربما فدَّى أحدهم ذلك بنفسه وروحه، وأطلق النار على رجال الأمن، ويعلم أن النار سوف ترتد على صدره من فوهة أسلحتهم، هذا مع وجود أمنٍ وشرطةٍ ونظام، فما بالك لو اختل هذا؟! والله لو اختل الأمن لوجدت الخمور في الأزقة، ولوجدت المخدرات في العرصات، ولوجدت الفساد والمنكر أشد ما يكون علناً جهاراً نهاراً، وكلٌ يحمي فساده بسلاحه، وكل عصابة تحمي فسادها ومنكرها وخمرها ومخدراتها بقوة سلاحها.

إذاً: انضباط الناس وبقاؤهم في ظل أمنٍ آمن، وطمأنينة مطمئنة وظلٍ وارفٍ وادع يحفظ هذا كله، وحينما يختل الأمن أيضاً فلا تسل عن جرأة المغتصبين على فرش الناس ودورهم، وكم سمعنا في كل بلدٍ، وقد سمعنا حالاتٍ بفضل الله أندر من النادرة عن أناسٍ اغتصبوا أو اختطفوا، ولكن هذا مع وجود سلطةٍ ربما قتلت وأعدمت وأزهقت الروح وسفكت الدم مقابل جريمة الاختطاف والاغتصاب، وربما رجمت وجلدت وغرَّبت حال الزنا، فما بالك لو أن الأمر أصبح هملاً، وأصبح الناس كلٌ يذود عن نفسه بقدرته أو بعصوبته أو بقبيلته أو ببني عمه؛ لعاش الناس شريعة الذئاب والغاب، كلٌ يعدو على من دونه، وكبار الأسماك تأكل صغارها، ولا حول ولا قوة إلا بالله!