للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تناقض الدول الأوروبية والغربية]

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، تمسكوا بشريعة الإسلام وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى، اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار عياذاً بالله من ذلك.

أيها الأحبة في الله: العجب والغرابة كل الغرابة أن الدول الأوربية والغربية والشرقية التي تعاني من انتشارٍ ملحوظٍ لفيروس الإيدز في فئاتٍ عديدة وطبقاتٍ مختلفة من شعوبها، وأبناء مجتمعاتها، هي التي تدعو إلى مكافحة هذا المرض، فسبحان الله العلي العظيم! كيف يرخصون ويسمحون بفتح أماكن الدعارة والفساد وبارات الخمور، ثم بعد ذلك يدعون إلى مكافحة هذه الأوبئة، وإلى محاربة هذه الأمراض، فأولئك موقفهم تجاه شعوبهم كقول القائل:

ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء

عجباً والله لهم! وأعجب من ذلك بعض ضعفاء البصيرة من المسلمين، الذين يمجدون دول الغرب على ما تدعو إليه من هذه المؤتمرات وتلك الندوات، بأنها الأمم التي تحارب الفيروسات في وقتٍ مبكر، وأنها الأمم التي تحارب المكروبات بطريقة علمية مبتكرة، وبأجهزة دقيقة حساسة، عجباً لأولئك في تطورهم! وعجباً لتلك الدول في واقعها، كيف ذلك الواقع المتناقض والحلول المتناقضة، والانفصام بين القول والعمل! يرخصون بالفساد، ثم بعد ذلك يدعون إلى محاربة ما ينجم عنه، فأولئك مهما طال المغرورون عنهم عجباً واستغراباً بما هم فيه من الحال أو عقد الندوات والمؤتمرات أولئك يصدق علهم قول الشاعر:

بنى مسجداً لله من غير حله فكان بحمد الله غير موفقِ

كمطعمة الأيتام من كسب عرضها لك الويل لا تزني ولا تتصدقي

لهم الويل، ولهم الثبور، وعليهم من الله ما يستحقون، لا يفتحوا أبواب الدعارة، ولا يرخصوا بأماكن البغاء، ولا يقننوا أساليب الفاحشة، ثم بعد ذلك هم في حلٍ ألا يعقدوا المؤتمرات والندوات عن هذا البلاء وعن هذا المرض، وما جناه وما أظهره إلا فعلهم وما كسبته أيديهم.