للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهمية التزود بالتقوى والاستعداد للموت]

تزودوا يا إخواني، تزود من الدنيا، إنه ليس أمامنا بعد هذا الذي رأينا وعرفنا وعلمنا إلا أن نستعد، ليس أمامنا إلا أن نستعد، والخاتمة لا نعلم متى تفاجؤنا.

وكل نفس لها يوم منيتها تأتي إليها صباحاً أو تماسيها

والله ما تردي موتك يأتيك على فراش الصبح أو فراش الليل أوفي الدوام أو أو إلخ.

تزود من الدنيا فإنك لا تدري إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر

فكم من صحيح مات من غير علة وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر

وكم من عروس زينوها لزوجها وقد نسجت أكفانها وهي لا تدري

وكم من صغار يرتجى طول عمرهم وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبر

لا يعلم الإنسان متى يلقى الله جل وعلا.

إخواني: لو دخل ملك الموت من هذا الباب، وقال: من المستعد للموت بعمل صالح الآن إلى الجنة؟ من يقوم منكم؟ والله ما منا مستعد، والله ما فينا مستعد، صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم قد استعدوا للقاء الله وأحبوا لقاء الله فأحب الله لقاءهم، ومع ذلك مع حبهم للقاء الله يخشون، عملوا عملاً صالحاً ويرجون رحمة الله ويخشون أن تزل بهم القدم، والحسن البصري رحمه الله لما حضرته الوفاة بكى، قيل: يا أبا عبد الله، أنت الذي تصيح؟ أنت الذي تبكي؟ أنت تبكي إذا حضرك الموت، فماذا نفعل نحن؟! قال: أخشى أن يقذف بي في النار ولا أبالي، من أنت على الله يا مسكين {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ} [الأعراف:٩٩] {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا} [الزمر:٤٨] {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [الزمر:٤٧] كان إذا قرأها السلف أخذوا يبكون {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ}.

على عملنا هذا أنت لو سألناك وقلنا لك: أنت يا أخي والثاني والثالث العمل الذي أنت عليه هل تريد به جنة وحريراً، وحور عين، وأمناً عند رب العالمين، يعني: أنت دليلك حاكم على نفسك بأنك مقصر وما بلغت هذه الدرجة وهذه المنزلة، لم لا تستعد للقاء الله؟ لم لا تبدأ طوق النجاة بالتوبة الصادقة إلى الله.