للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رؤية الله في الجنة]

السؤال

هل يرى المؤمنون ربهم في الجنة؟

الجواب

رؤية الله عز وجل في الجنة ثابتة بنصوص القرآن ونصوص السنة، والمعتزلة وإن جادلوا بالباطل يجادلون بأمرين، الأمر الأول ما ورد في مسألة الرؤية من الأحاديث، يقولون هذه أخبار آحاد، وخبر الآحاد لا يحتج به في العقيدة، وخبر الآحاد إذا صح سنداً ومتناً احتج به في العقيدة والعبادة والمعاملات والأخلاق وغير ذلك، والأمر الآخر: يحتجون بالتأويل المنحوت المتكلف في اللغة، قال الله عز وجل: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة:٢٢ - ٢٣] ماذا ردت المعتزلة؟ قالوا: آلاء معناها: نعم.

قالوا: مثناها إلاءان ومفردها إلى، فآلاء: نعم، وإلاءان نعمتان، وإلى: نعمة واحدة: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} {إِلَى} أي: (نعمة) {رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} فخرجوا بهذا التأويل المتكلف، وضلوا ضلالاً بعيداً.

وفي الأحاديث الصحيحة الصريحة قال صلى الله عليه وسلم: (إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته) {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس:٢٦] النظر إلى وجه الله الكريم، فأحاديث الرؤية واضحة وثابتة، وما منعهم من اتباعها إلا تسلط الهوى عليهم فلا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون.

ويذكر عن أحد من أهل السنة أنه كان في زمنه معتزلي ينكر عذاب القبر، فلما مات ذلك المعتزلي جاء هذا الإمام السني من أهل السنة ليصلي عليه صلاة الجنازة قالوا: تصلي على معتزلي، قال: نعم؛ فإني لما كبرت الرابعة في صلاة الجنازة قلت اللهم أذقه عذاب القبر فإنه كان ينكره.