للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تكرار الوقوع في الذنب بعد التوبة]

السؤال

فضيلة الشيخ: هناك من إخواننا من يتأثرون بالمواعظ والتوجيهات، فيتوبون إلى الله عز وجل، ثم يعودون مرةً أخرى، ثم يتوبون ويعودون، فما توجيهكم لهؤلاء؟

الجواب

نصيحتنا لهؤلاء أن يعرفوا ويسألوا أنفسهم، متى يتركون الالتزام والاستقامة ثم يقعون في المعصية؟ الجواب واضح: إذا أبتعدوا عن الطيبين واستمرءوا المعاصي والمنكرات بهذا البعد، وأصبحت أوقاتهم وخلواتهم بأنفسهم طويلة من دون جلساء صالحين، وتساهلوا بمجالسة السيئين، وقعوا في ذلك، فالعكس هو الجواب، أن يعودوا إلى زملائهم الصالحين، أن يحذروا من مجالسة الأشرار، ومجالسة السيئين، فليس بشرط أن الشرير إنسان صورته مثل الشيطان الذي في الكرتون الشكل العجيب وغريب، لا.

قد يأتيك الشرير ومعه سيارة شبح، وقد يأتيك ومعه سيارة ممتازة، وقد يأتيك ويلبس شماغاً من أحسن ما يكون وثوباً من أحسن ما يكون، وليس بالضروري أن الشرير إنسان شكله يروع أو يخوف أو يفترس، لا.

يأتيك وهو يضحك ويبتسم:

يعطيك من طرف اللسان حلاوةً ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ

تعال، وسع صدرك، انبسط، الدنيا خلها على ما قال: شربة ماء، قدامك عمر طويل، الشباب ما زال أمامك.

لا يا أخي الحبيب! ما ظنك لو أن الله قبض روحك وأنت مع هذا الشرير ترتكبان أو تفعلان المعصية؟! وما أكثر الذين قبضت أرواحهم وفارقوا الدنيا وهم سكارى، أو زناة، أو عصاة، وهم يفعلون المعاصي والمنكرات، هل يسرك أن تموت على أسوأ حالة، وتلقى الله على شر حالة، وتكون يوم القيامة من الخزي والهوان؟!

الجواب

لا.