للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مكانة المرأة في الإٍسلام

أيها المسلمون! لقد حظيت المرأة بجانب عظيم في هذا الدين، حيث أعزها الله سبحانه بكرامة وعزة ما لها مثيل في سائر الأمم وفي سائر الحقب، لقد جاء الإسلام والمرأة مهضومة الحقوق، مهيضة الجناح، مسلوبة الكرامة، مهانة مزدراة، فرفع الإسلام مكانتها، وأعاد لها كرامتها وأنصفها، فمنحها حقوقها، وألغى كل ظلم وقع عليها، واعتبرها شقيقة للرجل، شريكة له في الحياة.

كما ضمن لها الإسلام الكرامة الإنسانية والحرية الشرعية، والأعمال التي تتفق مع طبيعتها وأنوثتها، فيما لا يخالف نصاً من كتاب أو سنة، ولا يعارض قاعدة أو مقصداً من مقاصد الشريعة في محيط نسائي مصون، ولقد رتب الإسلام لها حقوقاً لم تبلغها قبله، ولن تنالها بعده، كان ذلك بغير نضال ولا صيحات ولا مطالبات ولا مؤتمرات ولا قرارات، لكنها شريعة الله التي تعطي كل ذي حق حقه، بغير نقص ولا هضم.

هذه الحقوق تصون المرأة وتحميها، وترتفع بها إلى قمة التكريم، فتمنحها الشعور بالطمأنينة والرفعة: فهي أم، الجنة تحت أقدامها.

وهي أخت، مصونة الكرامة.

وهي بنت، درة مكنونة.

وهي زوجة، تستحق الرعاية والتقدير.

لكن أعداء الإسلام من اليهود وأذنابهم، والنصارى وأتباعهم، ساءهم وأقض مضاجعهم ما تتمتع به المرأة المسلمة من حصانة وكرامة، فسلطوا عليها الأضواء، ونصبوا لها الشباك، ورموها بنبلهم وسهامهم.

ومن الغريب أن يحقق مقاصدهم، ويسير في ركابهم، ويسعى في نشر أفكارهم، أناس من بني جلدتنا، يتكلمون بلغتنا، فينادون زوراً أو جهلاً أو خديعة بتحرير المرأة، ويطالبونها بالانطلاق من قيود المنزل، ويهونون خلوتها بلا محرم، لتتسكع في الأسواق والفنادق كيف شاءت ومتى شاءت.