للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الإيمان]

ومن أسباب انشراح الصدر: النور الذي يقذفه الله في قلب العبد، وهو نور الإيمان، وسببه تلذذ بالعبادة، ومداومة لذكر الله، وأنس بطاعته، وطمأنينة إلى الخلوة بذكره عز وجل، إذا اجتمعت هذه العوامل، فإن الله يقذف في قلب العبد نوراً يورثه انشراحاً في صدره، وفي الحديث الذي رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا دخل النور القلب انفسح وانشرح قالوا: وما علامة ذلك يا رسول الله؟! قال: الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله).

وهذا ملاحظ في أصناف معروفين معدودين من الناس، إن من الناس من جمع الله له من الأموال ما جمع، وجعل له من السلطان ما جعل، وهيأ له من أسباب النعم والجاه والسلطة ما هيأ له، ثم ترى انصرافه إلى مرضاة الله، وترى أنسه في طاعة الله، وترى لذته في تسلطه على أمواله لينفقها في سبيل الله عز وجل، فمن كان هذا شأنه يجمع حلالاً وينفق حلالاً في سبيل الله وجد انشراح الصدر كله.