للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نداء إلى كل مسلم]

ولكن يا عباد الله! أين الرجال؟ أين الشباب؟ أين الشابات؟ أين المعلمات؟ أين الصالحات؟ أين الغيورات؟ أين المثقفون؟ أين المتدينون؟ أين المتعلمون؟ أين كل مسلم مهما بلغت ذنوبه، وظهرت معاصيه، وفشا فسقه، أين هو عن هذه النجدة؟! إن المعصية لا تمنع الطاعة، وإن السيئة لا تمنع الحسنة، بل ذلك سبيل إلى محو المعاصي والسيئات.

أين الرجال الذين أسروا ضباط الروس في أفغانستان؟ أين الشباب الذين كسروا فلول الصاعقة، وكانوا سبباً من أسباب انهيار دولة عظمى، ودمروا صنم لينين؟ أين الذين ذبحوا الشيوعيين على الطريقة الإسلامية؟ أين أولئك؟ هل كلت منهم السكاكين؟ أم تثلمت منهم المدى؟ أين أسامة؟ أين الأسد؟ أين أسود الشباب؟ أين أسود الرجال يا عباد الله؟ إنها صرخة ليست لمن في هذا المسجد وحده، بل لمن سمع النداء: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً} [النساء:٨٤].

من لإخوانكم يا عباد الله؟!

من للثكالى إذا ناحت نوائحها من للجراح التي استشرت بوادينا

من لليتامى إذا سالت دموعهم على الخدود وقالوا: من يواسينا

من للضحايا إذا ضجت مرددة صدى المنية قل اليوم باكينا

من للسيوف وقد لانت أسنتها أيغمد السيف قهراً في نوادينا

أين السيوف على الأعداء مشرعة بوارق في خضم النقع تهدينا

الله أكبر يا غارات معتصم عودي ففي القلب شوق كاد يفنينا

معاشر المسلمين: لعلها صيحة تبلغ آذان الغيورين، تبلغ آذان الذين دعموا الجهاد في أفغانستان، وشاركوا الجهاد في أفغانستان، أن ينقلوا رحى الحرب إلى دول البلقان، واعلموا أن الحرب لن تكون فقط على البوسنة والهرسك.

فالليالي من الزمان حبالى مثقلات يلدن كل عجيبه

اللهم عليك بالصربيين، اللهم أنزل عليهم طيراً أبابيل، اللهم سلط عليهم جنودك الذي لا يعلمهم إلا أنت، اللهم اقتلهم بدداً، وأحصهم عدداً، ولا تغادر منهم أحداً، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم ارحم المسلمين في البوسنة والهرسك، اللهم ارحم المستضعفين هناك، اللهم احقن دماءهم، واجبر كسورهم، وفك أسراهم، وارحم ضعفهم، بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.