للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

عباد الله! اتقوا الله تعالى حق التقوى، تمسكوا بشريعة الإسلام، عضوا بالنواجذ على العروة الوثقى، اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة في الدين ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار، عياذاً بالله من ذلك.

معاشر المسلمين! لقد فضلنا الله على سائر الأمم يوم أن كنا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ} [آل عمران:١١٠] ووصف الله المؤمنين بقوله: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [التوبة:٧١] ويقول صلى الله عليه وسلم: (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدِ السفيه، أو ليوشكن الله أن يعمكم بعقابٍ أو بعذاب، ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم) وإن ترك الأمر وترك النهي عن المنكر لمن شر بلاءٍ ابتليت به الأمة، فطائفة يتأولون في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأنه من الحكمة، والله لا حكمة في ترك الأمر بالمعروف، ولا حكمة في ترك النهي عن المنكر، وربما فهم القوم أفهاماً أو فهوماً أخرى، والحاصل أن من أراد صلاح مجتمعه ومن أراد اجتماع شمله، ومن أراد وحدة صفه، ومن أراد قوة شوكته، ومن أراد تدفق الأرزاق إلى بلاده وأمته فعليه بالأمر بالمعروف لأنه من دلائل التقوى {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ} [الأعراف:٩٦].

فيا معاشر المؤمنين! من واجبنا أن نعتني بهذا وأن نجتهد في الدعوة إلى الله.

إن من الناس من فهمه سقيم، إما دعه يقول ما شاء كيفما شاء، بأي طريقة شاء سواءً أنتجت وفاقاً أو فتنة أو فيسكت البتة، وليس هذا بصحيح، فليس كل ما يعلم يقال؛ وليس السامعون يتحملون كل ما يسمع.

فيا خبيراً على الأسرار مطلعاً اصمت ففي الصمت منجاة من الزلل

قد رشحوك لأمرٍ لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ

علينا أن نعبد الناس لله، أن نوجه الناس إلى بيوتهم التي فيها من الملاهي ما الله به عليم، علينا أن نوجه الناس إلى منكراتٍ في كل صباحٍ ومساء، من تبرجٍ أو سفورٍ أو لهوٍ أو بطالٍ، أو رؤية صورٍ ومجلات ومشاهداتٍ لا ترضي الله، علينا أن نناصح كل مجلة وكل جريدة، وكل مسئول بالخطاب الرقيق، وبالمقابلة المؤدبة، فإن في هذا خيرٌ عظيم.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، ودمر أعداء الدين، اللهم آمنا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجمع شملنا، ولا تفرح علينا عدواً ولا تشمت بنا حاسداً، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا، ربنا لا تذر لنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته ولا ديناً إلا قضيته، ولا مرضاً إلا شفيته، ولا معوقاً إلا أطلقته، ولا أسيراً إلا فككته، ولا أيماً إلا زوجته، ولا متزوجاً إلا ذرية صالحة وهبته، بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين.

اللهم انصر المسلمين في فلسطين، اللهم انصر المسلمين في فلسطين، اللهم انصر المسلمين في فلسطين، اللهم انصر المسلمين في فلسطين، اللهم ثبت أقدامهم، اللهم احفظهم من دعايات اليهود وكيدهم، اللهم احفظ نسائهم وأبنائهم وذرياتهم، اللهم رد المسجد الأقصى إلى أيدي المسلمين يا رب العالمين، اللهم انصر المسلمين في البوسنة والهرسك، وفي رومو وفي الفليبين، وفي سائر البقاع، اللهم اجمع شملهم في سائر البقاع، اللهم انصرهم في طاجكستان، واجمع شملهم في أفغانستان يا رب العالمين، وأقم الصلاة، وصلى الله على نبينا محمد.