للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شدة عداوة العلمانيين للشريط الإسلامي]

قال العلمانيون: لا بد أن ننقل المعركة من جبهة عداوة المنابر وعداوة الناس إلى جبهة أخرى اسمها الشريط الإسلامي، فنقلوا المعركة بعد أن استنفذوا قواهم وبذلوا كلما عندهم لصرف الناس عن المنابر والجمع والجماعات، والمحاضرات، وعن أمور الخير، قالوا: لا بد أن نحارب الشريط الإسلامي؛ لأنه واحد من الروافد التي فجرت الصحوة في هذه المملكة، وأقول وبكل منٍّ وتوفيق يوم أن أقول: تفجرت الصحوة في هذه المملكة ما كنا من قبل مشركين فأسلمنا، لا.

وإنما نحن بفضل الله في هذه المملكة حتى في مراحل شهد فيها كثير من الناس ألواناً من التقصير والوقوع في بعض الذنوب ما بلغ الانحراف حد العقيدة، وإنما يوم أن أقول: تفجرت الصحوة في المملكة أعني بذلك الالتزام، حب الدين الحرقة عليه، الرغبة في دعوة الناس إلى الخير، كل يريد أن يقول، كل يريد أن يكون داعية، كل يريد أن يهتدي على يديه عشرات الشباب، كل فتاة تتمنى أن يستقيم على يديها عشرات الفتيات، كل رجل يتمنى أن يسلم على يده عشرات الكفار، أصبح الناس يتمنون أن ينالوا شرف الدعوة، وقد نالوا ذلك بمن الله وفضله.

قال العلمانيون: هذا الشريط هذه المساحة المستطيلة البلاستيكية، هذه هي التي أزعجتنا وأقلقتنا، كيف نحاربها؟ كيف نقضي عليها؟ كيف ننتهي منها؟ كيف نحذر الناس منها؟ فلم يستطيعوا مباشرة أن يسبوا المحاضرات، أو يسبوا الندوات، أو يسبوا المادة المسجلة على تلك الأشرطة صراحة، وإنما بدءوا وكنت أرصد جيداً جملة من المقالات، منها مقال بعنوان: (باتجاه المطر)، تكلم فيه عن تجارة الكاسيت وأشرطة الكاسيت، وأخذ يوحي إلى القارئ أن الأشرطة سبب فتنة، وأن الأشرطة سبب كذا، وأن الأشرطة سبب مصيبة، وأنها خطر على الأمة، ويعني بذلك الأشرطة الإسلامية يكرهون الدين كرهاً، ويكرهون الدعاة كرهاً، ويحقدون عليكم حقداً، كلهم يرقب صيفاً، كلهم يمشي رويداً.