إذاً لا بد أن نعتني بهذه الأسرة، وأن نعتني بهؤلاء الناشئة، ولنتأكد أن أخطر شيء في التربية هي: مسألة التناقض.
إنه ليس من اللائق أن يدعو الأب والأم الأسرة والنشء إلى الخير وهم يتجافون عنه، أو ينهوهم عن الشر وهم مبتلَون به، فمن فعل ذلك فقد استحق اللوم والتعنيف الشديد، وإنما كان التشنيع على هذا الصنف من الناس لكونهم عالِمين بوجوب ما تركوا أو بتحريم ما اقترفوا، قال تعالى:{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ}[البقرة:٤٤]، {كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ}[الصف:٣].
وما أجمل قول الشاعر:
يا أيها الرجل المعلم غيرَه هلا لنفسك كان ذا التعليمُ!