للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[البيت المقدس يشتكي اليهود]

عباد الله: إن هذا البيت المقدس الذي هو أول قبلة للمسلمين، ليشكو ويئن بمن فيه ومن حوله من إخوانكم من أهل فلسطين، من تسلط اليهود على أطفالهم، واعتدائهم على نسائهم، وقلة احترام شيخوخة شيوخهم وكبارهم، فلم يرحموا صغيراً ولم يوقروا كبيراً، أليس ذلك دليل على أن أمة الإسلام لا زالت تغط في سبات عميق؟ جاءت إلى القائد المظفر الصالح صلاح الدين الأيوبي رسالة من بيتين فيها:

يا أيها الملك الذي لمعالم الصلبان نكس

كل المساجد طهرت وأنا على شرفي أدنس

إن بيت المقدس -يا عباد الله- يدنس بهؤلاء الفجرة، الذين ما رعوا حرمات الله وما قدسوها، وما عرفوا قدرها، وما رعوها حق رعايتها، ولن يعرفوا لمثل هذه المقدسات قدراً ولا رعاية ولا حرمة ما داموا تطاولوا على جناب الربوبية، وعلى الأنبياء والرسل، فمن باب أولى ألا يكون لعباد الله عندهم قدر ولا كرامة.

عباد الله: الانتفاضة التي تسمعون عنها في بيت المقدس وأرض فلسطين، وقد دخلت شهرها الرابع، انتفاضة نرجو من الله جل وعلا أن يسدد خطاها، وأن يصوب رصاصها في نحور اليهود، ونسأل الله جل وعلا أن يعين أهلها والقائمين عليها ليعلنوا ويرفعوا فيها علم الجهاد، وأن يقولوا بملء أفواههم: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، وأن يعلنوها صريحةً أثناء انتفاضتهم ألا بقاء للشراذمة الرجس النجس في أرضهم، وألا حاكمية ولا سلطان ولا قيادة إلا لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

عند ذلك -يا عباد الله- والله لن يقف اليهود أمامهم بما أوتوا من قنابل نووية، ومدافع قاتلة، وأسلحة فتاكة، لن يقفوا أمامهم لحظات قليلة، لماذا؟ لعقيدتنا وقناعتنا وعلمنا بما جاءنا في كتاب الله سبحانه وتعالى، حيث يقول في كتابه الكريم عن اليهود: {لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} [الحشر:١٤].