للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تعريف الكفالة والفرق بينها وبين الضمان]

أما الكفالة: فهي التزام رشيدٍ إحضار من عليه حقٌ ماليٌ لربه؛ أن يلتزم إنسانٌ بإحضار إنسانٍ آخر عليه حق ٌ من الحقوق، والكفالة تنعقد بما ينعقد به الضمان، والناس في هذا مما يشيع على ألسنتهم بقولهم: كفيل غرم وأداء، أو كفيلٌ غارم، ألا وهو الضمان، أما الكفيل الحضوري فهو الذي يصدق عليه أمر الكفالة، والكفالة أهون قليلاً من الضمان؛ لأن المكفول إذا مات برئ الكفيل؛ ولأن العين إذا تلفت بفعل الله جل وعلا برئ الكفيل؛ ولأن المكفول إذا سلم نفسه برئ الكفيل.

أما الضمان فإن المضمون عنه لو مات لم يبرأ الضامن، ولو أن من عليه الدين سلم نفسه فإن للمضمون له الحق في أن يُطالب هذا الضامن ولو سلم ذلك نفسه، فينبغي أن ننتبه لهذا الأمر أشد الانتباه، وكم سمعتم وعلمتم بكثيرٍ من الناس بدءوا أمر الكفالة والضمان بالشهامة والنخوة والنجدة، وبعد ذلك عضوا أصابع الندم حينما رأوا من كفلوهم أو ضمنوهم يتهربون ويجعلونهم أمام المطالبة والمطاردة والإلزام بالدفع أو التقييد بالسجن ونحوه.

ألا وإن ذلك من ثبات الحقوق وضمانها في الشريعة الإسلامية، ولكن ينبغي للإنسان ألا يتسرع في ضمان أو كفالة شيءٍ حتى يتأكد منه، وحتى يعرف قدرته على أدائه وسداده عند عجز المضمون عنه.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العلي العظيم الجليل لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.