للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دور المسلم في هذه الحياة]

أخي الشاب: هل أنت على هامش الحياة، أم لك دور مهم؟ هل فكرت يوماً ما أنك ستكون قائداً لجبهة من الجبهات في أفغانستان، أو قائداً من قواد الجهاد في فلسطين؟ هل فكرت يوماً ما أن تكون واحداً من العلماء الذين يجلس إليهم الناس ويتزاحمون بالركب عند حلقاتهم؟ هل فكرت يوماً ما أن تكون ممن ينفعون الإسلام والمسلمين؟ أخي الشاب: أنت إلى من تنتمي: هل تنتمي إلى أمريكا؟ هل تنتمي إلى روسيا؟ هل تنتمي إلى حزب البعث؟ هل تنتمي إلى العلمانيين؟ هل تنتمي إلى القومية العربية الفاشلة؟ هل تنتمي إلى الضلالة المستوردة أم تنتمي إلى دين؟ هل تنتمي إلى دعوة وإلى عقيدة؟ الكل ينتمي إلى عقيدته، لو سألت رجلاً من الذين يتبعون حزب البعث في أي دولة من الدول لقال لك: أنا بعثي ورسالتي رسالة عربية خالدة لأمة عربية واحدة، إن البعثيين يقطع الواحد منهم وهو يقول:

آمنت بـ البعث رباً لا شريك له وبالعروبة ديناً ما لها ثان

والأخر يؤذى ويقول:

بلادك قدمها على كل ملة ومن أجلها افطر ومن أجلها صم

هبوا لي ديناً يجعل العرب أمة وسيروا بجثماني على دين برهم

سلام على كفر يوحد بيننا وأهلاً وسهلاً بعده بجهنم

هذا بعثي ينتمي إلى البعث يبتلى ويعذب في انتمائه الضال، ويصبر على ذلك ويموت على هذه الضلالة ولا حول ولا وقوة إلا بالله.

شاب من الذين ينتمون إلى الحركة الباطنية الخبيثة، من الذين أفسدوا في الأرض، يقول لي أحد الرجال: لما جيء به ليقتل، قيل له: يا فلان! تب إلى الله واستقم، وجدد التوحيد، وانطق بالشهادتين، قال: فالتفت المجرم وقال: أنا دمي وروحي فداء للخميني.

انظروا أي إصرار وعناد وانتماء وتمسك من شباب أهل الباطل إلى باطلهم وعلماء الباطل وأئمتهم.

فأنتم يا شباب الإسلام أرونا تمسككم، أرونا انتماءكم، نحن أهل عقيدة ودعوة هذا الخير الذي نحن فيه جاء من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وقوة الأمير محمد بن سعود طيب الله ثراه، نحن ما أعطتنا أمريكا الاستقلال، وما أعطتنا فرنسا الوحدة، أو منحتنا اتحاداً كنفدرالياً كما يقال، أو دولة فدرالية، لا نحن أمة قامت على دين، قامت على دعوة، فهل شبابنا يفقهون هذا أم أن الواحد منهم يحفظ الأغاني الكثيرة، ويتردد في الملاهي الطويلة، ويضيع الساعات الطوال وهو لا يفقه لأي شيء خلق، ولأي شيء يسير، ينافس البهائم في نومها فينام عن صلاة الفجر إلى صلاة الظهر، ينافس البهائم في أكلها، فيأكل حتى تنشق كرشته، ينافس البهائم في شربها ويتمتع بهذه الملذات التي يتمتع بها الأنعام، بل هو أضل منها سبيلاً؟!! لا نريد شباباً كهؤلاء، هؤلاء إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم، الأمة بحاجة إلى شباب أذكياء، بحاجة إلى شباب يجاهدون، بحاجة إلى شباب في الدراسة جد واجتهاد، في طلب العلم: اجتهاد وذكاء وحرص وبلغة وصحبة وملازمة للعلماء، في الدعوة: تضحية وتفان واستمرار على ذلك، في قضاء حوائج الناس: شفاعة للآخرين وتواضع لهم وخفض للجناح ولين للجانب.

في كل مجال تجده مباركاً أينما كان، كما قال عيسى ابن مريم: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ} [مريم:٣١].