للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معوقات الزواج]

من أسباب الانحراف: معوقات الزواج: وهي واضحة جلية، إن كثيراً من الشباب وقعوا في اللواط والزنا والفساد، بسبب معوقات الزواج التي أولها المغالاة في المهور، بعض الشباب يقول: كيف أستطيع أن أجمع مائة ألف أو مائتين ألف من أجل أن أتزوج؟! صار يجمع رواتب إجازة ويسافر بها إلى الخارج ويفعل ما يفعل ثم يعود من جديد ولا حول ولا قوة إلا بالله، وبعضهم ربما وقع في الشذوذ والانحرافات التي يستحي الإنسان من الكلام في التفصيل فيها، بعضهم أيضاً يعرض عن الزواج لأجل هذه الولائم وهذا الإسراف التي جرت به العادات والتقاليد.

أذكر مرة في قرية من القرى أننا ذهبنا مع بعض المشايخ، ولما حضرنا وليمة بعد المحاضرة ظنناها زواجاً، فإذا هي عزيمة عشاء قبل العرس، وبعد هذا العشاء غداء، وبعد هذا الغداء عشاء، وبعد ذلك يدخل العريس وتمد ثلاث موائد الأولى والثانية والثالثة من هذا الجدار إلى جدار النساء تقريباً، ولا أبالغ إن قلت أطول من ذلك، ومن أين الدراهم؟ الجمس بمائة وعشرين يتدينه بمائتين ألف، صالون دتسون غمارتين بأربعين ألفاً يتدينه بستين ألفاً، وكأنما ينحتون من الجبال، هذه المعوقات أدت إلى الانحراف.

فواجبنا أيها الأحبة! أن نيسر الزواج على الشباب، وأنصح الشباب الذين يريدون الإعفاف والإحصان: لا تتشرط في الزواج، تزوج مطلقة يجعل الله فيها خيراً، تزوج أرملة يجعل الله فيها خيراً، تزوج امرأة أكبر منك يجعل الله فيها خيراً، فإنك بهذا تحصن نفسك، لكن شاب يريد أن يتزوج، الشهوة تؤذيه في ليله ونهاره، يا أخي ليس ضرورياً أن تتزوج بكراً مهرها أربعين أو خمسين ألفاً تعجز عنه، لكن هذه امرأة مطلقة عندها طفلان مثلاً، ممكن أن تتزوجها بعشرة آلاف ريال، هذه امرأة أرملة، هذه امرأة أكبر منك في السن، وربما تنفق عليك، والرسول صلى الله عليه وسلم تزوج خديجة بنت خويلد وبينهما من الفارق خمسة عشر عاماً، هذا ليس عيباً، ونقولها بكل صراحة.

لكن الأفلام والمسلسلات والروايات والقصص غرست أنه لا بد في الزواج من الحب، والحب لابد فيه من تكافؤ، وأن حبيبتك تحب نفس اللون الذي تحب، وتكره اللون الذي تكره، وتحب الساعة التي أنت تحبها، والنادي الذي تشجعه، والفريق والمطرب والفنان والمجلة والرسم واللون والقصة، وعدد ما شئت من هذه الهوايات السخيفة، حتى يتوافق زوجان في كل شيء، ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك، ولن يتفقا بأي حال من الأحوال.