للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شباب يهزءون بالصلاة]

السؤال

بأن هناك مجموعة من الشباب، إذا أرادوا الصلاة فإنهم يصلون ويركعون ويسجدون وهم على غير وضوء! وعلى غير طهارة! بل هناك منهم من يتكلم في الركوع والسجود، بل من يغني وهو ساجد عياذاً بالله، فقد وردت هناك أسئلة حول هذا، ويذكر بعض الطلبة أنهم قد يسمعون مثل هذا، فنرجو بياناً وتوضيحاً من فضيلة الشيخ؟

الجواب

هذه التصرفات هي من الاستهزاء بهذه الفريضة العظيمة التي هي ركنٌ من أركان الدين، وكلنا يعلم أن من استهزأ بشيءٍ من كلام الله أو كلام رسوله أو شرعه، فإنه يمرق من الإسلام ويخرج من الملة ويكون كافراً والعياذ بالله، ومن فعل ذلك فعليه التوبة، ولا أظن أن شاباً من إخواننا الحضور ولله الحمد والمنة وأعيذهم بالله أن يكون فيهم من يفعل ذلك، لكن لنعلم أن حكم هذا هو الكفر والعياذ بالله؛ لأنه من السخرية ومن الاستهزاء، قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ} [التوبة:٦٥ - ٦٦].

وهذا الفعل أقبح من الزنا، وأقبح من الخمر، وأقبح من المخدرات، وأقبح من عقوق الوالدين، وأقبح من كل القبائح، أن يتعمد شابٌ ويدخل الصلاة استهزاءً ويركع ويسجد على غير طهارة، ويغني أو يتضاحك مع من حوله بصلاته، هذا أمرٌ لا يجوز أبداً.

أما من فعل ذلك جاهلاً، فنقول: عليه التوبة، ويستغفر الله من هذا الفعل الشنيع العظيم، وينبغي للشباب إذا علموا أو عرفوا أن أحداً من إخوانهم يقع في هذا الأمر، ألا يسكتوا عليه، ليس من باب ما يسمونه اللقافة، لا.

لكنه من باب النصيحة، أنت لو رأيت أن أحد طلاب المدرسة في حقيبته إبرة هروين يريد أن يدخل دورة المياة ليحقن جسمه بها، أليس من الشفقة والرحمة أن تبلغه ليحذر، أن تبلغ عنه لكي يمنعوه ويحولوا دون وقوعه، وكذلك من الشفقة والرحمة به أن تبلغ عنه حتى يناصح بالحكمة واللين والموعظة الحسنة.