للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تخبط الكافر في هذه الحياة ليس غريباً

أيها الأحبة: ليس عجيباً أن يتخبط الغربيون في حياتهم، لكن الغريب والعجيب أن يتخبط الشباب المسلم الذي يعلم أن له رباً خلقه، وهو يعبد ربه وحده لا شريك له، ويعلم أن له نبياً أسوة وقدوة حسنة، ويعلم أن له ديناً، وقد أنزل الله وحياً وكتاباً معصوماً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.

ليس غريباً أن يتخبط الذين ليس عندهم من يدلهم، لكن الغريب أن يتخبط الذين عندهم ما يدلهم ويهديهم وعندهم ما ينفعهم، هذا هو الغريب، لو ذهبت سيارتان بـ الدهناء، سيارة فيها دليل، رجل خريت يعرف الطريق، وسيارة ليس فيها دليل، إذا ضاعت السيارة التي بدون دليل فليس بغريب أن تضيع؛ لأنه ليس لديها دليل، ولكن إذا ضاعت السيارة التي فيها الدليل فهذه هي والله المصيبة، معها دليل وتضيع، وكذلك هي مصيبتنا في شباب اليوم، عندنا دليل وهدى، وعندنا رشد وطريق ونور، ومع ذلك نتخبط في الطرق، نتخبط في الظلمات، نتخبط في ألوان وأنواع من المعاصي لا يقف بعض الشباب فيها إلا عند منحنى خطير ولا حول ولا قوة إلا بالله.