للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في فصل القضاء]

{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين:٦] ودعاء النبيين: يا رب! سّلَّم سَلِّم، وقد حل كربٌ، وبدا خطبٌ، وظهر أمرٌ عظيم، يجول الخلائق ويموج يومئذٍ بعضهم في بعض، فيفزعون إلى الأنبياء، يفزعون إلى أولي العزم من الرسل يسألونهم الشفاعة لهم ليخفف الله عنهم هذا الموقف والكرب والخطب في ذلك اليوم العظيم، فيتدافع الرسل هذه الشفاعة وكلٌ يقول: (إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قط قبله مثله) يتدافع أولوا العزم الشفاعة إلى أن تبلغ سيد الأولين، وإمام الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فيقول: (أنا لها، أنا لها) ذلكم المقام المحمود والوسيلة والدرجة العالية الرفيعة، فيخر صلى الله عليه وسلم ساجداً عند عرش ربه، ويفتح الله عليه بمحامد لم يكن يعلمها أو يعرفها من قبل، حتى يقول الجبار جل وعلا: يا محمد! ارفع رأسك، وسل تعط، واشفع تشفع، فيرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه، فيشفع ويقول: (يا رب! أمتي أمتي).

{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين:٦] {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:٨٨ - ٨٩] في ذلك اليوم لا ينفع الأغنياء غناهم، ولا الأثرياء ثراهم، ولا الملوك ملكهم، ولا الوزراء وزارتهم، ولا الأمراء إمارتهم، ولا كل صغيرٍ وكبير ينفعه ما كان عليه إلا من قام فيه بأمر الله، واستجاب فيه لشرع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين:٦] لا تنفع شفاعة أحدٍ لأحد: {إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً} [طه:١٠٩].

(يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين:٦] {لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [لقمان:٣٣].

{يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين:٦] نحن وإياكم واحدٌ من اثنين إما: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ} [عبس:٣٨ - ٣٩] أو: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} [عبس:٤٠ - ٤١].