[بيان لابن باز بشأن البدع]
عفواً! فضيلة الشيخ/ محمد بن إبراهيم الشعلان طلب مني قراءة هذه الرسالة من سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، وإدارات البحوث العلمية والإفتاء سماحة الوالد الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز متع الله به على طاعته.
الحمد لله رب العالمين.
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فقد اطلعتُ على نشرة مصدَّرة بما نصه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي! لا تنم إلا أن تأتي بخمسة أشياء، وهي: قراءة القرآن كله.
والتصدق بأربعة آلاف درهم.
وزيارة الكعبة.
-هذه وصية مكذوبة وخرافة من الخرافات التي يرددها ويروجها بعض الضلال والجهلة والمساكين والسذج والبسطاء، فأرسل سماحة الشيخ رسالة للتحذير من هذا وهي: يا علي! لا تنم إلا أن تأتي بخمسة أشياء: قراءة القرآن.
والتصدق بأربعة آلاف درهم.
وزيارة الكعبة.
وحفظ مكانك في الجنة.
وإرضاء الخصوم.
إلى آخر ما تضمنته النشرة.
يقول سماحة الشيخ: ولكون ما تضمنته هذه النشرة لم يرد في كتاب من كتب الحديث المعتمدة بل هو من الأحاديث الموضوعة المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نص بعض أهل العلم رحمهم الله على أن الوصايا المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوصى بها علياًَ وكل ما صدر بياء النداء من الرسول لـ علي كلها موضوعة، ما عدا قوله صلى الله عليه وسلم: (يا علي! أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي).
وممن نصَّ على ذلك الشيخ/ ملا علي القاري في كتاب الأسرار المرفوعة بالأخبار الموضوعة المعروف بـ الموضوعات الكبرى، والشيخ/ إسماعيل العجلوني في كتابه كشف الخفاء ومزيل الإلباس.
ولذلك فإني أحذر إخواني المسلمين من الاغترار بهذا الحديث وأمثاله من الأخبار الموضوعة، أو العمل على طبعها، أو نشرها بين المسلمين؛ لما في ذلك من تضليل العامة والتلبيس عليهم، والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وُعِدَ المتعمد له بالوعيد العظيم، كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (إن كذباًَ عليَّ ليس ككذب على غيري، من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).
وقال: (من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين).
وفي الأخبار الصحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم والمدونة في كتب الحديث المعتمدة من الصحاح، والسنن، والمسانيد غنية لمن وفقه الله إلى الخير عن اللجوء إلى أخبار الكذابين والوضاعين -يعني: فيما صح من السنة غنية عن الأحاديث الموضوعة وغيرها-.
أسأل الله أن يرزق الجميع العلم النافع والعلم الصالح، ويجنب الجميع طرق الضلال والانحراف إنه سميع قريب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مفتي عام المملكة العربية السعودية.